Thursday, October 10, 2019

ضريح صلاح الدين وبقايا المدرسة العزيزيّة


مات مؤسّس السلالة الأيّوبيّة ودفن في القلعة في الرابع من آذار عام ١١٩٣ ثمّ نقل إلى مثواه الأخير في الضريح المعروف شمال الجامع الأموي في الكلّاسة في ١٥ كانون أوّل ١١٩٥ عندما قاد ابن الفقيد الملك الأفضل موكباً جنائزيّاً فيه العلماء والفقهاء والمماليك والطواشييّن إضافة إلى ذوي السلطان الراحل والمقرّبين إليه. 

نجح العزيز عثمان في انتزاع دمشق من أخيه الأفضل عام ١١٩٦ ويخبرنا ابن خلّكان (١٢١١-١٢٨٢) أنّ عثمان بنى المدرسة العزيزيّة التي لم يبق منها اليوم إلّا قوس أحد الأواوين أمّا عن تربة صلاح الدين فهي صالةً مربّعة تغطّيها قبّة محزّزة ستّة عشر حزّاً تعلوا رقبتين العليا ذات ستّة عشر ضلعاً تتناوب فيها المحاريب والنوافذ والدنيا ثمانية أضلاع. 

نرى في مركز القاعة ضريحاً من الرخام الأبيض (هبة السلطان عبد الحميد الثاني التي يعزوها الكثيرون خطأً لقيصر ألمانيا ولهلم أو غليوم الثاني)  اعتبره العالم الفرنسي Jean Sauvaget "شنيعاً" بينما كال المديح دون حساب للضريح الخشبي الذي بقي من مكوّناته الأصليّة (أي العائدة لنهاية القرن الثاني عشر للميلاد) جانبان فقط. يحيط بالضريح من الأعلى عصابة من النقوش الكتابيّة تحتها نماذج نباتيّة وهندسيّة منحوتة وبارزة استعارت من أنماط الزخارف السابقة للإسلام. 

الزجاج الملّون والجصّ والكسوة الخزفيّة أحدث عهداً وتعود إلى عام ١٦٢٧ بمبادرة من باشا عثماني عرفاناً بجميل صلاح الدين الذي "حرّر القدس من دنس الكفّار".

الصورة الملحقة من مطلع ثمانينات القرن العشرين أو قبل والمصوّر العالم الألماني الراحل Michael Meinecke.




Gérard DegeorgeDamas: Des origines aux Mamluks. L'Harmattan 1997.


Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.

No comments:

Post a Comment