ازدهر العمران في دمشق في عهد نور الدين زنكي الذي حكم امبراطوريّته منها بين ١١٥٤-١١٧٤ للميلاد ولا تزال بعض الأوابد التي بنيت في عهده قائمة حتّى اليوم ومن أهمّها المدرسة النوريّة الكبرى والتربة الملحقة التي تعلوها قبّة من المقرنصات كما يظهر في الصورة أعلاه (مطلع ثمانينات القرن العشرين أو قبل بعدسة الفنّان الراحل مروان مسلماني).
تتبع هذه القبّة الأنماط الإيرانيّة والعراقيّة كما في قبّة إمام الدور (مشهد لأبي عبد الله ابن موسى الكاظم سابع أئمّة الشيعة يقع حوالي عشرين كيلومتر شمال سامرّاء ويعود المبنى الأصلي للعام ١٠٨٥ للميلاد تقريباً ومع شديد الأسف دمّرت داعش هذه الآبدة في تشرين أوّل ٢٠١٤) وضريح السيّدة زبيدة في بغداد (المقصود زمرّد خاتون أمّ الناصر لدين الله العبّاسي وهي بالطبع ليست زبيدة زوج هارون الرشيد) المبني عام ١٢٠٢.
تتألّف القبّة من تراكم طبقات أو درجات من الخلايا كانت غير مألوفة في بلاد الشام وقتها ولا نجد نماذج مماثلة لها في دمشق باستثناء البيمارستان النوري والتربة النجيبيّة والأخيرة تنتمي لمطلع العهد المملوكي.
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
No comments:
Post a Comment