Tuesday, October 8, 2019

باب جيرون


الصورة بالأحرى لأحد البابين الصغيرين الجانبييّن شمال وجنوب المدخل الشرقي المركزي للجامع الأموي والفضل فيها يعود للفنّان الراحل مروان مسلماني أمّا عن تاريخها فهو مطلع ثمانينات القرن العشرين أو قبل. الأسطر التالية ترجمة مختزلة بتصرّف عن الفرنسيّة من مقال للدكتورة  Élodie Vigouroux نشرته مجلّة الدراسات الشرقيّة في عددها الصادر عام ٢٠١٢:

هناك اليوم فجوات في التصفيح البرونزي للبابين الشرقييّن الثانوييّن مع أنّ تنفيذهما كان متشابهاً في الأصل. يحمل القسم المركزي من هذا التصفيح مربّعاً يتوسّطه شعار السلطان المؤيّد شيخ بينما يذكر القسم السفلي اسم سليمان ابن خليل (أشرف على إعادة بناء الجامع بعد الدمار الذي لحقه عندما استباح تيمورلنك دمشق) وكان هناك اسم ثالث محي فيما بعد. إذاً من المحتمل أنّ سليمان ابن خليل وضع هذه المصاريع كنظيرتها على البابين الثانوييّن الغربييّن (شمال وجنوب باب البريد) بأمر نائب دمشق (لاحقاً السلطان المؤيّد شيخ) ويخبرنا ابن قاضي شهبة عن هدم دكاكين شرق الجامع الأموي عام ٨١٩ للهجرة ( ١٤١٧ للميلاد) بهدف فتح البابين الثانوييّن اللذين تمّ سدّهما خلال احتلال التتار عندما كان أقباي المؤيّدي نائباً على الشام ومن المعروف أنّ السلطان المؤيّد اشتبه بخيانة أقباي الذي قطعت رأسه بالنتيجة وأرسلت إلى القاهرة ولربّما كان الاسم الممحي من الباب لهذا النائب المنكود. 

كان ترميم أبواب الأموي وتصفيحها بالبرونز أهمّ الأعمال التي أنجزت في أعقاب مرور تيمورلنك وأكثرها إتقاناً وتعود لعام ١٤٠٥-١٤٠٦ بمبادرة من الأميرين نوروز الحافظي وشيخ المحمودي (أي السلطان المؤيّد فيما بعد) وهدفت -فيما هدفت إليه- لتخليد ذكراهما وبالنتيجة جرى صراع على السلطة بينهما انتهى إلى مصرع نوروز ومحو اسمه من أبواب الجامع كما محي اسم أقباي قبله ومن حسن الحظّ أنّ المؤيّد اكتفى بإزالة أسماء مزاحميه وعفّ عن التصفيح البرونزي الجميل بشعاراته الرائعة.

تعتبر نهضة الأموي من الخراب الذي لحقه على يد الغزاة إنجازاً شخصيّاً للمؤيّد شيخ الذي ترك بصماته على إدارة وقف الجامع واستعادة المدينة ككلّ لعافيتها بعد الكارثة التي حلّت بها.  







Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.

No comments:

Post a Comment