Wednesday, October 9, 2019

جامع الحنابلة المظفّري


أنجز هذا الجامع عام ٥٩٩ للهجرة الموافق ١٢٠٢ للميلاد ليكون أوّل جامع (وليس أوّل مسجد) يبنى في دمشق بعد جامع بني أميّة الكبير مع التحفّظ أنّه يقع في الصالحيّة التي كانت وقتها (وحتّى القرن التاسع عشر) مستقلّة عن دمشق. 

ينسب الجامع إلى مظفّر الدين كوكبوري صاحب إربيل وزوج ربيعة خاتون أخت صلاح الدين الذي تكفّل بنفقاته بعد مموّله الأوّل التاجر أبو داود محاسن ابن الفامي . الصورة أعلاه بعدسة الفنّان الراحل مروان مسلماني وتعود إلى مطلع ثمانينات القرن العشرين أو قبل. 



يمكن النظر إلى هذا الجامع كنسخة مصغّرة ومتقشّفة عن الجامع الأموي فهو كما نرى في المخطّط مكوّن من حرم صلاة له ثلاث ممرّات naves تعلوها ثلاث أسقف جملونيّة متوازية ترتكز على أقواس. يقع صحن الجامع شمال حرم الصلاة والمئذنة شمال هذا الصحن على غرار مئذنة العروس في الأموي. تذكّرنا أروقة الصحن ونوافذه العالية بنظيرتها في الأموي حيث تتناوب الأعمدة columns مع العضائد pillars كما تذكّرنا العضائد الأربعة في مركز الحرم بالمجاز المعترض في جامع دمشق الكبير. للجامع مدخل غربي (الرئيس) وآخر شرقي (أيضاً على نسق بابيّ البريد وجيرون) تؤدّي إلى الصحن أمّا عن الأقواس فهي أقرب ما تكون إلى المدبّبة.

أعمدة الجامع أقدم منه وأخذت من مبانٍ قديمة كما في عدد لا بأس به من الأوابد الإسلاميّة في دمشق بينما نرى نماذج مختلفة من التيجان منها ذات الأصول البيزنطيّة ومنها ما يحتوي على عناصر التيجان الإسلاميّة كما في الشكل الملحق. 



يقع المحراب في الجدار الجنوبي وهو حجريّ وعلى جانبيه عمودين صغيرين لا شكّ بكونهما من الغنائم الصليبيّة بعد بتر بعض الرؤوس البشريّة المنحوتة بما يتوافق مع العقيدة الإسلاميّة. المنبر مصنوع من الخشب المحفور  ويرتأي الدكتور عبد القادر ريحاوي أنّ المنبر الحالي بني لاحقاً استناداً إلى وصف المنبر الأصلي في النصوص التاريخيّة. 






Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.

No comments:

Post a Comment