Monday, October 14, 2019

تربة ركن الدين


تقع تربة الأمير ركن الدين منكورس الفلكي العادلي (نسبة لفلك الدين شقيق الملك العادل الذي كان منكورس غلامه أي عبده الأبيض) شرق حيّ الصالحيّة أمّا عن تاريخ بنائها فهو ٦٢١ للهجرة الموافق ١٢٢٤ للميلاد. كان الأمير المذكور نائباً على مصر ثمّ الشام في عهد الملك العادل. 

تدعى أيضاً المدرسة الركنيّة إلّا أنّ المستشرق Ernst Herzfeld شكّك في ذلك حيث أنّ النقش الكتابي لا يذكر شيئاً عن كون الصرح مدرسة وبقاياه لا توحي بأنّه كان مدرسة في يوم من الأيّام بينما أفاد الدكتور عبد القادر ريحاوي أنّها دعيت باسم المدرسة الركنيّة البرّانيّة في المصادر التاريخيّة.

أعطى العالمان الألمانيّان Wulzinger و Watzinger وصفاً مفصّلاً لجامع وتربة ركن الدين قبل قرن من الزمن وكانت القبّة التي تعلوا الصحن مندثرة وقتها. الأسطر التالية مقتبسة بتصرّف عن الباحث الفرنسي Gérard Degeorge:



يتشكّل البناء من ثلاثة أجزاء:

أوّلاً: تستند التربة المغطّاة بقبّة محزّزة على رقبتين للسفلى ثمانية أضلاع والعليا ستّة عشر ضلعاً (أو وجهاً) مبنيّة من الحجر.
ثانياً: صحن صغير مربّع في مركزه حوض وتغطّيه أيضاً قبّة (كانت مندثرة عندما وصف Wulzinger و Watzinger البناء كما رأينا) عكس النماذج الشائعة المكشوفة.
ثالثاً: قاعة الصلاة وهي مستطيلة تغطّيها قبوة دائريّة (أو سقف معقود voûte en berceau).

تصل ثلاث أبواب-فرجات baies بين حرم الصلاة والصحن أحدها كبير في المركز وإثنان أصغر منه قياساً على الجانبين وترتكز قبّة الصحن على رقبة وحيدة.    

هذا البناء أحد أجمل الأوابد الأيّوبيّة ومع الأسف تشوّهه اليوم مئذنة مضلّعة حديثة أضيفت مؤخّراً مع أحد الترميمات ولزيادة الطين بلّة جرى طرح مشروع إزالة حوض الصحن المركزي الكبير عام ١٩٩٠ (ولربّما بالنتيجة حتّى ضريح الأمير) بهدف توسيع بهو الصلاة الذي أصبح صغيراً بالمعايير الحديثة ولا يكفي لاستيعاب المصلّين نظراً لزيادة عدد سكّان الحيّ منذ منتصف القرن العشرين. 

الصورة أعلاه بعدسة الفنّان الراحل مروان مسلماني وتعود لمطلع ثمانينات القرن العشرين أو قبل. 






Gérard DegeorgeDamas: Des origines aux Mamluks. L'Harmattan 1997.


Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.

No comments:

Post a Comment