الموقع على بعد ٢٦ كيلومتر من دمشق وثلاثة كيلومترات من عدرا قبل صعود ثنية العقاب (سيأتي ذكرها) عند مفرق الطريق المؤدّي من دمشق إلى بغداد شرقاً عن طريق دمشق حمص. علّ الفرنسي Jean Sauvaget أوّل من وصفه عام ١٩٤٠ (الصور الملحقة والرابط أدناه) في مجلّة الفنون الإسلاميّة وتلاه وصفي زكريّا عام ١٩٥١ مستعملاً نفس الصورة مع تعديلات طفيفة على النصّ الفرنسي وإضافة خارطة تبيّن موقعه.
أبعاد البناء ٥١ متر x ٤٣ متر وله صحن متوسّط مساحته ٩٤٠ متر مربّع جدرانه ضخمة سماكتها متر ونص المتر. يشغل رواق معقود galerie voûté ثلاثة أضلاع من الصحن بينما تقع الواجهة على الضلع الرابع حيث يتواجد دهليز المدخل وحوله غرفتان إحداهما (على اليسار) مخصّصة للقيّمين على الخان والمسؤولين عن سلامة المسافرين والثانية (على اليمين) مسجد بدلالة اكتشاف محراب متصدّع فيها. يعلوا الباب المستطيل روشن بخمسة فتحات أو سقّاطات bretèche à cinq mâchicoulis بقي منها الركائز أو العارضات consoles فقط..
النقش الكتابي على ساكف الباب بالغ الطول يشغل خمسة أسطر معظمها مكرّس لألقاب التعظيم والتفخيم يلحق بها الأدعية المعهودة. يمكن الرجوع لمقال Sauvaget لمن يريد قرائته كاملاً بالعربيّة مع الترجمة الفرنسيّة وحسبنا هنا الإشارة أنّه يزيل أي لبس عن هويّة البناء وبانيه وتاريخ بنائه فهو "خان مبارك" أنشأه الأمير حسام الدين لاجين الأشرفي المنصوري في عهد السلطان المملوكي الأشرف خليل ابن المنصور قلاوون. بوشر العمل في الخامس من صفر عام ٦٩٠ للهجرة (السابع من شباط ١٢٩١ للميلاد) ووضع الساكف في مكانه "رفعت هذه العتبة المباركة" في الرابع عشر من نيسان لنفس العام. إذاً نحن أمام خان لاجين المذكور في النصوص التاريخيّة المملوكيّة.
يتواجد "مصنع الماء" المذكور في النقش أعلاه على بعد ثلاثين متراً خارج الخان ويشمل خزّاناً تحت الأرض فوقه قبّة couploe وتتمّ إنارته من فتحات في طاسة calotte هذه القبّة.
كان الخان مهجوراً عندما درسه Sauvaget وبقي كذلك بعد أحد عشر عاماً حسب زكريّا باستثناء بعض رعاة الماعز من قرية رنكوس في فصل الشتاء ليس غير. لا أعلم ما وضعه اليوم.
وصفي زكريّا. الخطط والآثار في بعض بلاد الشام. الحوليّات الأثريّة السوريّة المجلّد الأوّل ١٩٥١.
No comments:
Post a Comment