فلنعتبر الأسطر التالية بمثابة سرد سريع لتاريخ اكتشاق قصر الحير الشرقي كما فصّله العالم Gabriel Albert في مقال مرجعيّ بطول قرابة الثلاثين صفحة نشر في دوريّة Syria عام ١٩٢٧.
أوّل من ذكر هذا القصر الإيطالي Pietro Della Valle (١٥٨٦-١٦٥٢) ثمّ الألماني Carsten Niebuhr (١٧٣٣-١٨١٥) وفي كلا الحالتين كان هذا الذكر عابراً. بالمقابل أعطى المستشرق الفرنسي Jean-Baptiste Rousseau (١٧٨٠-١٨٣١) الكثير من التفاصيل الدقيقة بما فيها نسخة عن نقش كتابي باللغة العربيّة. أطلق Rousseau على هذا القصر أو بالأحرى المجمّع اسم "قصور الأخوين" بناءً على رواية الأهالي القائلة أنّ الفضل في البناء يعود لشقيقين توأمين نبيليّ المحتد استقرّا في موقع الحير بعد اعتناقهما الديانة الإسلاميّة. سأل Gabriel البدو في منطقة الأنقاض ولم ينجح في الحصول على أي دلائل تؤيّد ما زعمه Rousseau إذ أجمع كافّة من تكلّم معهم حتّى المعمّرين منهم على تسمية الحير ولم يسمع أيّهم بقصر أو قصور الأخوين في حياته.
زار Gabriel الأطلال للمرّة الأولى في التاسع عشر من نيسان عام ١٩٢٥ بمرافقة الكابتن Gaston Descarpentries الذي ساعده وسهّل مهمّته معتمداً على مرؤوسيه من مستطلعيّ الهجّانة (قتل Descarpentries في الحادي عشر أو الثاني عشر من أيلول في نفس العام مدافعاً عن قافلة فرنسيّة-إنجليزيّة من هجمة للبدو على طريق دمشق-بغداد وأقيم له نصف تذكاريّ في الساحة التي دعيت لاحقاً بالسبع بحرات في دمشق أزيل بعد جلاء الفرنسييّن).
الخريطة الملحقة تبيّن موقع القصر شمال وشرق تدمر باتّجاه الرصافة وعلى بعد ثلاثين كيلومتراً شمال-شرق سخنة حيث يتواجد نبع كبريتيّ حارّ على تخوم القرية. تقع قرية طيّبة المهجورة (كانت مأهولة حتّى القرن السابع عشر على الأقلّ بشهادة Della Valle) على مسافة خمسة عشر كيلومتراً غرب قصر الحير وخمسة وعشرين كيلومتراً شمال غرب سخنة. تتواجد هذه القرى على طريق رومانيّ قديم Strata Diocletiana يقود إلى تدمر مروراً بالرصافة بينما يقع قصر الحير خارج هذا الطريق وإن تقاطعت فيه الطرق الآتية من تدمر ودير الزور والفرات ممّا يدلّ أنّه الموقع كان معروفاً ومسكوناً في الأزمنة القديمة.
للحديث بقيّة.
No comments:
Post a Comment