Saturday, May 16, 2020

بستان هشام‎


أو لتوخّي الدقّة بستان قصر الحير الغربي. الخريطة الكبيرة الملحقة تبدي موقع القصر وهو على وجه التقريب في منتصف المسافة بين سدّ حربقة جنوباً والبستان شمالاً وتظهر أيضاً بقيّة عمائر هذا المجمّع الضخم بما فيها الخان والحمّام والبركة والطاحون وهلمّ جرّا. 



نعاين على نفس الخريطة سدّا نصف دائريّ (وهو بالطبع غير سدّ حربقة الواقع على بعد عشرات الكيلومترات إلى الجنوب) يماثل جداره جدار البستان وتبلغ سماكته ٢،٧٥ متراً وله عدّة مجاري لسقاية أرض البستان. اخنفت الطبقة المائيّة خلف هذا السدّ شأنها في ذلك شأن نظيرتها خلف سدّ حربقة. 

يقارب شكل البستان المستطيل بطول ١٠٥٠ متر وعرض ٤٤٢ متر. تواجد جدار من الطوب حول اليستان سندته دعائم نصف أسطوانيّة موزّعة على مسافات متساوية. زال هذا الجدار باستثناء قاعدته الحجريّة.  



للبستان مدخلان يقع الرئيس منهما قرب الزاوية الشرقيّة وهو عبارة عن بناء مستطيل متعامد مع السور يفتح على دهليز ونرى على اليمين غرفة صغيرة لا شكّ أنّها كانت مخصّصة للحارس (التفاصيل في المخطّط. والصورة أعلاه من ثلاثينات القرن الماضي تظهر هذا المدخل من داخل البستان). المدخل الثاني مفتوح على زاوية البستان الشماليّة الشرقيّة. 



جرّت المياه إلى البستان بعدّة أقنية صغيرة منها ما يتفرّع عن القناة الرئيسة الآتية من سدّ حربقة ومنها ما يأتي من السدّ النصف دائري المذكور أعلاه. تتوزّع هذه المياه عن طريق ما يمكن تسميته بالطوالع (كما جرت العادة في دمشق قديماً) أو répartiteur بمنهى العناية إلى تقسيمات البستان التي تحدّدها أقنية تتقاطع طولاً وعرضاً لتشكّل مربّعات كما نرى في الخريطة المكبّرة.

الخطوة التالية زيارة القصر والتعرّف على مكوّناته مع نبذة مختصرة عن تاريخه ننتقل بعدها إلى  موجوداته التي نقل أثمنها إلى متحف دمشق الوطني. 




سليم عادل عبد الحقّ. إعادة تشييد جناح قصر الحير الغربي في متحف دمشق. الحوليّات الأثريّة السوريّة المجلّد الأوّل ١٩٥١.








No comments:

Post a Comment