زيّن الأقدمون هذا القصر بعديد من العناصر الزخرفيّة من الفسيفساء إلى الألواح الجداريّة الخشبيّة (lambris بالفرنسيّة أو panneling بالإنجليزيّة) مع استعمال الطلاء والنحت الجصّي. انقرضت الفسيفساء والألواح عمليّاً وبقي لدينا لحسن الحظّ بعض اللوحات (أهمّها رسمان كبيران frescoes يستحقّان منشوراً مستقلّاً) وكمّ كبير من النحت خصوصاً باستعمال الجصّ كما سنرى.
تحتلّ واجهة القصر المهيبة مكاناً بارزاً في متحف دمشق الوطني ولنا عودة إليها وإلى عمليّة نقلها إلى المتحف وأكتفي هنا بعرض مخطّطها كما تصوّره العالم الفرنسي Michel Ecochard ونشره Daniel Schlumberger في مقاله المرجعي عام ١٩٣٩.
الصور الملحقة لنماذج من زخارف الأقواس الجصيّة ويجب هنا التذكير أنّ النحت في العصر الأموي لم يقتصر على العناصر الهندسيّة والنباتيّة arabesque التي سادت في العهود الإسلاميّة اللاحقة إذ نجد فيه -في قصر الحير وغيره- منحوتات ولوحات تمثّل البشر والحيوانات ولا شكّ في كون هذا النوع من الفنّ بمثابة استمراريّة لسلفه قبل الإسلام -بيزنطيّاً كان أم ساسانيّاً- في هذه المرحلة الانتقاليّة.
نلاحظ أثر العمارة والتخطيط السابقة للإسلام ليس فقط في توزيع القصر المتمركز حول الصحن وشكله الهندسي القريب من المربّع بل وأيضاً في أبعاده وبعض مواد بنائه (أضيف إلى الحجر المستعمل خصوصاً في سوريا الطوب المشوي من بلاد ما بين الرافدين والخشب إلخ) ولا تقتصر أوجه التشابه على قصر الحير الغربي إذ نجدها أيضاً بدرجات متفاوتة في العديد من القصور الأمويّة منها الحير الشرقي وخربة المفجر والمشتّى (باستثناء الأبعاد الكبيرة لهذا الأخير) وغيرها.
للحديث بقيّة.
سليم عادل عبد الحقّ. إعادة تشييد جناح قصر الحير الغربي في متحف دمشق. الحوليّات الأثريّة السوريّة المجلّد الأوّل ١٩٥١.
عفيف بهنسي. القصور الشاميّة وزخارفها في عهد الأموييّن. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والعشرون ١٩٧٥.
No comments:
Post a Comment