Friday, May 29, 2020

بناء جناح من قصر الحير الغربي في متحف دمشق الوطني: اللمسات الأخيرة


عن الدكتور سليم عادل عبد الحقّ:

سلخنا العام ١٩٤٩ في إنهاء كلّ ما تبقّى من الأشغال التي تقدّم ذكرها استعداداً للشروع في أعمال العرض الفنّيّة التي جرت على نطاق واسع عام ١٩٥٠. علّقت النوافذ المخرّمة التي أنشئت خلال خمسة عشر عاماً من جمع القطع الجصّيّة المنحوتة والملتقطة في المواضع التي كانت لها في الطابقين العلوي والسفلي وإعادة تركيبها وفرشت أرض القاعتين والحجرات الصغيرة بطبقة من الإسمنت وصبغت باللون الأحمر محاكاة لما كانت عليه قديماً وكذلك فرشت أرض الفسحة الواقعة أمام المدخل (الصورة الأولى) والبرجين الخارجييّن ببلاطات من الإسمنت الأبيض بعد أن سلّحت بقضبان حديديّة على طريقة خاصّة ابتكرت أصولها في المتحف. أبعاد هذه البلاطات مماثلة لأبعاد البلاطات الجصيّة الأصليّة وتترواح بين ٥٠ x ٥٠ عشير المتر إلى ٨٣ x ٨٢ عشير المتر. فرشنا كذلك أرض الرواق والباحة الداخليّة ببلاطات من هذه الابعاد مماثلة تماماً للأصليّة وخططنا في طرف الباحة جزءاً من الأخدود الذي كان يطوف بها لجمع مياه الأمطار. تركنا عامدين قاعدتيّ البرجين الخارجييّن وقواعد أعمدة الرواق الداخلي مكشوفة مع أنّها كانت مستورة قديماً بغية إظهار جمال نحتها على أشكال محزّزة قبل أن تدخل في بناء قصر الحير الأصلي.



طلينا جدار القصر بلون أبيض جصيّ يحاكي لونه القديم أمّا الجدران المضافة إليه بهدف جعله جزءاً من المتحف فقد طليناها بلون أبيض يختلف قليلاً عن الأوّل. انصرفنا بعد ذلك إلى طلي جدران قاعتيّ وحجرات البيتين في الطابق الأسفل بألوان مشابهة للألوان القديمة وإلى إنشاء المواضيع الهندسيّة وغير الهندسيّة التي ميّزتها في الماضي استناداً على المعالم التي أظهرتها الحفريّات. أخيراً أعدنا إنشاء تيجان الرواق السفلي (تظهر الصورة الثانية تيجاناً متنوّعة عثر عليها في حفريّات القصر) وعلّقنا ألواح الشرفة العلويّة والجبهة الداخليّة وبعض النوافذ والأقواس التي تمّت إعادتها على جدار الباحة الجنوبي (الصورة الثالثة) وجداريّ البهو الكبير العلوي الشمالي والجنوبي وعلى بعض القواعد في هذا البهو والباحة في الأسفل ووضعنا اللوحين الجدارييّن الكبيرين المصوّرين في الجدارين الغربي والشرقي من البهو. 






No comments:

Post a Comment