سأحاول قدر الإمكان في الأسطر التالية تبسيط وتلخيص المقال الأصلي المطوّل (الرابط أدناه) للعالم الفرنسي Daniel Schlumberger في مجلّة Syria عام ١٩٣٩ ويمكن للمهتمّين أيضاً الرجوع إلى ما كتبه الدكتور سليم عبد الحقّ عام ١٩٥١ في الحوليّات الأثريّة السوريّة والذكر المختصر للقصر في مقال للدكتور عفبف بهنسي في نفس الدوريّة عام ١٩٧٥.
القصر أشبه ما يكون بالمربّع مع اختلاف طفيف في طول الأضلاع الذي يتراوح بين ٧٠ إلى ٧٣ متراً للضلع الواحد. تحتلّ أبراج دائريّة الزوايا الأربعة بينما نرى على كلّ من الجدران الشماليّة والجنوبيّة والغربيّة نصف برج demi-tour (لربّما كانت تسمية tour-contrefort أقرب للصواب حيث أنّ هذه البنى أقرب للدعائم أو ما يسمّى بالإنجليزيّة buttress منها إلى الأبراج). يتواجد مدخل القصر الوحيد على الجدار الشرقي ويحيط به نصفا-برجين.
بنيت الأسوار من الطوب على أسس حجريّة بلغ ارتفاعها المترين ومن المحتمل أنّ ارتفاع أبنية المدخل تجاوز ارتفاع بقيّة القصر.
قوائم الباب piédroit وساكفه linteau قديمة ولا تزال موجودة في حالة جيّدة. كانت هذه القوائم مرتكزة على عتبة seuil حجريّة واكتشف لدى نقل الباب إلى متحف دمشق نقش كتابي إغريقي مدهون بالأحمر على أحد أوجه حجر العتبة يشير إلى استعماله سابقاً كساكف لدير من القرن السادس للميلاد.
مخطّط البناء بسيط تتوزّع فيه الغرف حول صحن مركزيّ يتوسّطه حوض وهناك رواق يفصل بين هذه الغرف وبين الصحن. تهيمن ستّة قاعات salle على الحجرات المحيطة بها وتشكّل كل قاعة مع الغرف حولها شقّة مستقلّة مزوّدة بمراحيضها الخاصّة وهناك أدلّة قاطعة (منها بقايا درجين) على وجود طابق علوي فوق الطابق الأرضي.
جرّت المياه إلى القصر من قناة سدّ حربقة أضف إليها تخزين مياه الأمطار في صهاريج أحدها في الصحن والثاني في الغرفة LIV والثالث في البرج البيزنطي (لهذا الأخير حديث مستقلّ).
استعمل القصر لفترة ربّما بلغت العشرين عاماً هجر بعدها ليأخذه بعض من القروييّن بدلالة ما تركوه (معلف mangeoire وأهراء وحجر رحى..) وأن لم تطل إقامتهم والبرهان الحالة الممتازة التي وصلنا بها الرسمان frescoes في أرض الحجرتين XIV و XIX (لنا عودة إليهما).
سليم عادل عبد الحقّ. إعادة تشييد جناح قصر الحير الغربي في متحف دمشق. الحوليّات الأثريّة السوريّة المجلّد الأوّل ١٩٥١.
عفيف بهنسي. القصور الشاميّة وزخارفها في عهد الأموييّن. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والعشرون ١٩٧٥.
No comments:
Post a Comment