Wednesday, May 20, 2020

هشام بن عبد الملك


اكتشف هذا النحت في قصر الحير الغربي لدى تنقيب الموقع في ثلاثينات القرن الماضي وأعطى العالم Daniel Schlumberger وصفاً في غاية الدقّة له أدرجته كما هو في منشور مستقلّ بالفرنسيّة. الأسطر التالية تلخيص وتعريب لوصفه واستنتاجاته مع إضافات بسيطة من الحوليّات الأثريّة السوريّة والأستاذين عبد الحقّ وبهنسي. 

من المحتمل أنّ هذا النحت bas-relief كان يشغل طبل tympan (القسم الواقع بين ساكف الباب والقوس archivolte أعلاه) في مركز واجهة القصر. ارتفاع النحت ١٥٦ عشير المتر ويظهر العاهل جباهيّاً متباعد الركبتين ومضموم القدمين. 



الرأس مشوّه يعلوه تاج تظهر عليه آثار التعرّض المستمرّ للمطر. ينسدل الشعر خلف الأذن التي يزيّنها قرط كبير. الوجه ملتحٍ والأنف بارز وكذلك الحال في قوس الحاجبين أمّا العين فهي عبارة عن طلاء ملوّن فقط.  

تتمثّل الكسوة في رداء ذو أكمام مزيّن بشريط من اللآلىء الزخرفيّة ينسدل فوق السروال الفضفاض.

يتبع هذا النحت النماذج الساسانيّة إذ يشبه الوجه في تفاصيله كاللحية وزيّ الشعر والقرط (يتحلّى جميع الملوك الساسانييّن وكثير من ملوك المشرق بحلق في أذنيهم) والتاج صورة مماثلة لكسرى الثاني (ملك ٥٩٠-٦٢٨ للميلاد) وينطبق هذا أيضاً على الثياب (الرداء والأكمام والسروال) ممّا يشير إلى احتفاظ سوريا الأمويّة في مطلع القرن الثامن للميلاد بذكرى دقيقة للأزياء الإيرانيّة.  اعتقد الأخصّائيّون أنّ التاج في العهد الإسلامي كان بدعة عبّاسيّة إلى أن أتى نحت هشام ليثبت العكس. تبدوا الدرجة التي قلّد فيها الفنّ السوري النماذج الساسانيّة مثيرة للدهشة إلى أن نتذكّر أنّ المسعودي (٨٩٦-٩٥٦) أخبرنا بوجود مخطوطة تحتوي على صور جميع الملوك الساسانييّن أعدّت للخليفة هشام.

أخيراً عثر على تمثال لهشام في خربة المفجر (قرب أريحا) يشابه النحت أعلاه إلى درجة لا بأس بها ويعزّز الاعتقاد أنّ هذا التمثال يصوّر بالفعل عاشر خلفاء بني أميّة. 



سليم عادل عبد الحقّ. إعادة تشييد جناح قصر الحير الغربي في متحف دمشق. الحوليّات الأثريّة السوريّة المجلّد الأوّل ١٩٥١.

عفيف بهنسي. القصور الشاميّة وزخارفها في عهد الأموييّن. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والعشرون ١٩٧٥.















No comments:

Post a Comment