Tuesday, May 26, 2020

إعادة تشييد جناح قصر الحير الغربي في متحف دمشق


أطلال قصر الحير الغربي غنيّة بشكل استثنائي مقارنة مع الكثير من المواقع الأثريّة إذ اكتشف فيها كما رأينا من النحت والزخارف والكتابات واللوحات fresques كنوز لا تقدّر بثمن كمّاً ونوعاً ناهيك عن أكثر من خمسين ألف قطعة من الجصّ المحفور الذي رمّم ما تيسّر منه عبر السنوات. 

دعت هذه الاعتبارات مديريّة الآثار العامّة إلى التفكير بإنشاء جناح مستقلّ في متحف دمشق الوطني لصيانة وعرض مخلّفات القصر "كفاتحة للجناح الإسلامي المزمع إنشاؤه قريباً".  هناك سوابق لمشروع كهذا ولو على مستوى أضيق كما في حال واجهة قصر المشتّى التي أهداها السلطان عبد الحميد الثاني لقيصر ألمانيا غليوم الثاني لتصبح من مقتنيات متحف برلين. 



وقع الاختيار على القسم الأوسط الشرقي من القصر الذي يحتوي على البوّابة والواجهة المهيبة المحيطة بها مع البرجين الخارجييّن وبعض من الغرفتين الشرقيّتين (القسم المنقول محدّد على المخطّط الملحق) على اعتبارها أفخم مكوّنات القصر عمارة وزخارفاً ولربّما كانت الجناح الذي شغله هشام بن عبد الملك في زيارته أو زياراته.

 بالنتيجة بلغت أبعاد القسم المعاد تشييده  ٣٢،١٦ متر طولاً و  ٢٣،٠٥ متر عرضاً وضمّ -علاوة على الواجهة والبرجين وقسم من الحجرات- جانباً من الرواق الشرقي والصحن الذي يقابله وبذلك يتمكّن الزوّار من الدوران حول أعمدة الرواق في الطابق السفلي لتأمّل ألواح شرفات الطابق العلوي الظاهر في الصورة  (لم تجر إعادة بناء الطابق العلوي لأكثر من اعتبار  وإنّما استعيض عن ذلك ببهو واسع مفتوح وراء الرواق لعرض منحوتات ولوحات القصر التي اكتشفت في الأجنحة التي لم يتمّ نقلها أي الشمالي والجنوبي والغربي). 

للحديث بقيّة.



سليم عادل عبد الحقّ. إعادة تشييد جناح قصر الحير الغربي في متحف دمشق. الحوليّات الأثريّة السوريّة المجلّد الأوّل ١٩٥١.

No comments:

Post a Comment