اكتشفت لوحتان أرضيّتان خلال تنقيب موقع قصر الحير الغربي في تشرين ثاني ١٩٣٦ في الججرتين ١٤ و ١٩ قام المهندس العماري Henry Pearson برفعهما لينقلا إلى متحف دمشق الوطني عام 1937. الأسطر التالية لوصف اللوحة fresque الأولى مختزلة عن مقال بطول ١٦ صفحة للعالم الفرنسي Daniel Schlumberger نشر في مجلّة Syria عام ١٩٤٦ والصورة من نفس المصدر.
اللوحة في حالة جيّدة جدّاً باستثناء القسم السفلي منها. أبعادها ١٢،١٢ متر x ٤،٣٥ متر وهي مكوّنة من ثلاثة مشاهد tableau من الأعلى إلى الأسفل كما يلي:
المشهد الأوّل
نرى فيه عازفين تحت قوسين يقارب شكلهما شكل حدوة الحصان arc outrepassé وتحدّد زوايا écoinçon هذين القوسين زخارف زهريّة fleurron. الشخص على اليسار امرأة تعزف على العود يتكتّل شعرها الكثيف chignon على قفا رقبتها وترتدي سترتين بأكمام إحداهما خضراء والثانية بيضاء عليها زنّار ومعطفاً بنفسجيّا. أمام المرأة جرّة ذات مقبض. الشخص إلى اليسار عازف على الناي ردائه أحمر اللون وأمامه نبات خياليّ له أربع زهرات كبيرة. تفصل ثلاث شرائط اثنان منها حمراء المشهد الأوّل عن الثاني. الأبعاد ٢٠٩ عشير المتر x ٣٢٣ عشير المتر.
المشهد الثاني
فارس أمرد يماثل عازف الناي في تصفيف شعره ويرتدي سترة وسروالاً فضفاضاً ويحيط وسطه زنّار. يمتطي صاحبنا جواداً أسود اللون وخلفه جعبة السهام التي يسدّد أحدها باتّجاه غزال يطارده ويبدوا أنّه وفّق في صيده إذ نرى الطريدة صريعة اختلط حابلها بنابلها. تفصل عصابة حمراء بين هذا المشهد والمشهد الثالث تحته. الأبعاد ٢،٤٥ متر x ٣،٢٣ متر.
المشهد الثالث
لم ير الدكتور سليم عبد الحقّ داعياً لعرضه في الحوليّات نظراً للتشويه الذي لحقه ولكنّه أو بالأحرى ما تبقّى منه موجود في لوحة مقال Schlumberger الملحقة وهو يمثّل كلب صيد lévrier يقفز على حيوان طويل الأذنين لربّما كان أرنباً برّيّاً في الزاوية العليا على اليمين وتحته شخص داكن البشرة هو على الأغلب عبد يسير حافي القدمين يمسك بإحدى يديه مفتاحاً ويجرّ حيواناً كبير القرون في يده الثانية.
من الواضح أنّ اللوحة تمثّل مشهد صيد وأنّه يتبع النماذج الإيرانيّة الساسانيّة في الأزياء وطريقة خبب الحصان وتحفّز الخيّال والموسيقييّن تحت الأقواس ومع ذلك هناك عناصر لا تمتّ للفنّ الإيراني القديم بصلة كوجود الركاب (غير موجود في أي مشهد ساساني للصيد) وغياب التاج عن رأس الصيّاد (موجود في جميع النماذج الساسانيّة) وبالتالي ليس الموضوع مجرّد تقليد أعمى للفنّ الساساني -الذي لا يمكن إنكار أثره- بل تطوّر فنّ جديد امتزج مع القديم في العهد الأموي.
سليم عادل عبد الحقّ. إعادة تشييد جناح قصر الحير الغربي في متحف دمشق. الحوليّات الأثريّة السوريّة المجلّد الأوّل ١٩٥١.
عفيف بهنسي. القصور الشاميّة وزخارفها في عهد الأموييّن. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والعشرون ١٩٧٥.
No comments:
Post a Comment