قصر الحير الشرقي يقع شمال شرق تدمر بينها وبين الفرات بينما يقع الغربي بين عروس الصحراء وعاصمة الأموييّن. يزهى متحف دمشق الوطني بواجهة القصر الأخير التي نقلت من موضعها الأصلي في منتصف القرن الماضي. فلنحاول كنقطة انطلاق التعرّف على محيط القصر الشرقي وسأحاول رسم خطوطه العريضة في الأيّام القليلة المقبلة قبل الانتقال إلى الغربي بمزيد من التفصيل.
يوضح المخطّط (الثالث) الملحق توزيع منشآت هذا المجمّع الضخم وعناصره ما يلي:
يمتدّ جدار مزدوج كبير وسميك (بالأحرى بقايا هذا الجدار) مزوّد بركائز contreforts نصف أسطوانيّة (المخطّط الثاني) تتناوب على داخله وخارجه من النقطة A باتّجاه جنوب-شرق إلى النقطة B ويبلغ طول الخطّ الواصل بينهما ١٣٠٠ متر. يغيّر الخطّ مساره عند النقطة B ويبلغ طول القطعة B-C ٣٦٠٠ متر. إذا تابعنا باتّجاه الشمال من C إلى D (تختفي آثار البناء هنا) نضيف ١٢٠٠ متر وعلى نفس المنوال يبلغ طول الخطّ D-E ٧٥٠ متراً. القطع الصغيرة E-F-G-H دارسة أو تكاد ثمّ نفقد الأثر عند النقطة H.
فلنعد إلى النقطة A ونتّجه منها من جديد إلى الجنوب والفرب مع قياس المسافات A-I (١٣٦٠ متر) و I-J (٧٥٠ متر) إلى أن نفقد الأثر نحو النقطة K.
قصر الحير الشرقي الصغير M والكبير N موجودان في الشمال كما نرى بينما يقع البستان الملحق بهما P إلى شمالهما مباشرة أمّا عن المضلّع الذي وصف أعلاه (A-B-C-D....A-I-J) فما هو ألّا حوض بحيرة اصطناعيّة كبيرة أبعادها حوالي تسعة كيلومترات طولاً ومتوسّط عرضها كيلومتراً ونصف الكيلومتر. تتجمّع مياه هذه البحيرة خلف سدّ كبير (الجدار المزدوج المذكور) أمّا عن مصدر المياه (في الماضي) فقد نقل Rousseau عن البدو رواية تفيد بوجود قناة جرّت المياه من موقع على بعد ستّة عشر كيلومتراً شمال القصر وهناك من ذكر قنطرتين لم يتمكّن Gabriel من العثور عليهما.
في كلّ الأحوال جرى توزيع المياه على القصر والبستان من خلال خنادق (حرف O في المخطّط) .
لا زلنا بانتظار التعرّف على القصر.
No comments:
Post a Comment