يتوسّط باب هذا القصر واجهته الغربيّة وهي الأكثر جمالاً والأغنى فنّاً في المجمّع يأسره. يبلغ عرض هذا الباب ٣،١٠ متر أمّا عن ارتفاعه فقد قدّره Gabriel Albert بحوالي ٤،٢٠ متر عندما زاره عام ١٩٢٥ ولم يستطع قياسه بدقّة نظراً لتراكم الرمال حتّى مسافة ١،٥٠ متر من الساكف.
الباب مستطيل الشكل يعلوه عقد عاتق Arc de décharge نصف دائري plein cintre ذو إطار مقولب archivolte moulurée يمتدّ من طرفيه شريطان أفقيان متوازيان. نعاين على كلّ من جانبيّ القوس محراباً niche أسطوانيّاً تزيّن أعلاه قوقعة على جانبيها أغصان مشجّرة. هناك بقايا قاعدة console في المحراب لربّما كانت دليلاً على تواجد تمثال في تجويفه قديماً.
القسم الأعلى من الأبراج (أترك التفاصيل للصورة الملحقة) شديد الغنى بالزخارف تتناوب فيه المحاريب مع السويريّات (الأعمدة الصغيرة colonettes).
تعلو الباب رواشن bretèche محمولة على ثلاثة ركائز أو قواعد console حجريّة تتواجد بينها فتحات السقّاطات mâchicoulis.
لا شكّ أنّ القصر الصغير أقدم من الكبير وهناك ما يدعو للاعتقاد أنّه سابق للعهد الإسلامي رغم غياب الدلائل الكتابيّة.
من الناحية الجماليّة والتنفيذيّة القصر أقرب ما يكون للنماذج الهلنستيّة والسوريّة ولكن استعمال الطوب brique والكسوة تتبع مدارس بلاد ما بين النهرين. ارتأى Albert بعد تحليل المعطيات المتوافرة أنّ القصر الصغير والسدّ الواقع إلى جنوبه (الرابط الرابع أدناه) معاصران للرصافة Sergiopolis (القرن الخامس إلى السادس الميلادييّن). أخصبت التروية في ذلك العصر مستعمرة زراعيّة سهرت على أمنها حامية مقرّها القصر الصغير أمّا الكبير فهو لاحق وينتمي للعهد الأموي والخليفة هشام بن عبد الملك كما سنرى في حينه.
No comments:
Post a Comment