نتابع جواتنا في قصر العظم مع الدكتور Lortet. للتذكير زار العالم الفرنسي بلاد الشام بين ١٨٧٥ و ١٨٨٠.
ترتكز بحرة في وسط هذه القاعة على حزمة من الدعامات المتعدّدة الألوان تحمل في وسطها عموداً صغيراً مخرّماً تنبثق منه نافورة نحيلة يرطّب رذاذها الجوّ باستمرار. تنير نوافذ مدببّة العقد هذه الأبهاء الفسيحة وتتشكّل مصاريع هذه النوافذ من ألواح خشبيّة مثلّثة القطع متباينة الألوان ومرصّعة بالصدف والعاج. يعجز الوصف عن إعطاء فكرة تفي دقّة الفنّ في هذه الزخارف حقّه.
مع الأسف تدهور ذوق أصحاب البيت إلى أقصى درجات الابتذال والزيف إذ يعجز حفيد الأمير الذي أبدع هذه التحفة الرائعة حتّى عن الحفاظ على هذه الدرّة التي وضعتها الطوالع الحسنة بين يديه. أثاث القصر في أيّامنا يدعوا للسخريّة أو يكاد وأنّى نظرنا نرى المرايا السيّئة التأطير في مكان ووضع لا يناسبها في كثير من الأحيان على طاولات جانبيّة شنيعة من خشب acajou على الطراز الإمبراطوري أو طراز Louis-Philippe. أضف إلى ذلك مصابيح البترول والكرات الزجاحيّة من بوهيميا وحاويات السكّر البلّوريّة المبتاعة من سوق ما في باريس أو فيينّا والنقوش المطبوعة المستوردة من Épinal (مدينة في فرنسا) وهلمّجرّا.
الصورة الملحقة لعتبة من إحدى قاعات قصر العظم وتعود لأربعينات القرن العشرين.
قصر العظم قبل مائة وأربعين عاماً
Louis Lortet. La Syrie d'aujourd'hui
Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018.
No comments:
Post a Comment