تعرّضنا لنموذج من الكتابات العبريّة في بيت فارحي (فوق مدخل القاعة الرئيسة شمال صحن البرّاني) وآخر للآراميّة (المربّع الشمالي لإيوان البرّاني خلف الرواق) وبالطبع لا يمكن لغير الأخصّائي أن يميّز بين الكتابة الآراميّة والعبريّة التي اشتقّت أبجديّتها منها.
تقتصر كتابات العهد القديم والتلمود بهاتين اللغتين على البيوت الشاميّة اليهوديّة دون سواها بيد أنّ هذه الدور تشترك مع نظيرتها المسيحيّة والإسلاميّة في كتابات عربيّة كما نرى في بعض الأمثلة الرائعة المنفّذة بطريقة العجمي في المربّع الشمالي لإيوان البرّاني (حيث وجدنا الكتابة الآراميّة) في صور التقطتها الدكتورة Macaulay-Lewis عام ٢٠١١.
من نافل القول أنّ اللغة الأمّ لليهود السورييّن من الناحية التاريخيّة بعد التحوّل الناجم عن الفتح الإسلامي هي العربيّة شأنهم في ذلك شأن بقيّة المكوّنات السوريّة ومع ذلك يختلط المفهوم الديني (يهوديّة-مسيحيّة-إسلام) مع اللغوي (عربي-عبري) مع الجغرافي-السياسي (سوري-عراقي-إسرائيلي) في ذهن الكثيرين. هناك من يخلط الأوراق عمداً وعن سبق الإصرار لغايات معيّنة كما يفعل البعض عندما يصوّرون فلسطين كمسألة نزاع بين العرب (مجموعة لغويّة) واليهود (ديانة). بالمقابل يردّد الكثيرون هذه المغالطات-الكليشيهات لا شعوريّاً دون أي محاولة جديّة لتدقيق ما قد يترتّب عليها.
اكتشاف بيت فارحي أواخر القرن العشرين
يهود دمشق في العهد العثماني وقصّة بيت فارحي
بيت فارحي: الكتابة فوق القاعة الرئيسة
Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018.
No comments:
Post a Comment