رجل بين عالمين

 

الأسطر التالية تعريب عن عدد مجلّة Paris Match الفرنسيّة الصادر في يوم السبت السابع من شهر أيلول عام ١٩٥٧. يعكس هذا المقال الجوّ العالمي في ظروف الحرب الباردة بين الولايات المتّحدة الأمريكيّة وحلف الأطلسي من جهة والاتّحاد السوفييتي والكتلة الشرقيّة من جهة ثانية وأهمّيته بالنسبة للشرق الأدنى تكمن في كونه بعيد أزمة السويس وقبيل الوحدة المصريّة-السوريّة. توخّيت الأمانة في النقل مع التصحيح والتعليق في الهوامش أدناه حسب الحاجة.  

كتب المحرّر تحت الصورة الشرح الآتي:

تبدوا الابتسامات متكلّفة في مطار دمشق حيث استقبل أعضاء الوزارة السوريّة الرئيس الذي يمدّ يده لمصافحة العقيد السرّاج (١) الموالي للروس.

عنوان المقال:

في دمشق قلب مركز التوتّر: رجل بين عالمين

النصّ:

في نفس الوقت الذي رفض فيه الروسي زورين (٢) بفظاظة مقترحات الغرب في مؤتمر نزع السلاح في لندن, وفي نفس الوقت الذي أعلن فيه السوفييت عن امتلاكهم "السلاح المطلق", أصبح رئيس الجمهوريّة السوريّة شكري القوّتلي النقطة التي تمحور حولها الخصام بين الشرق والغرب. رحل القوّتلي بغتة عن دمشق إلى مصر لأسباب صحيّة وأمضى فعلاً أسبوعاً في مشفى الاسكندريّة ولكنّه خصوصاً تحدّث مع عبد الناصر قبل أن يعود إلى دمشق كما لو كان يسلّم نفسه لأعدائه قوّاد الجيش من أصدقاء الروس الذين قاموا بسجن النوّاب المشبوهين بالتعاطف مع الغرب (٣).

(١). الصورة المشار إليها ليست للسرّاج ولكنّها للعقيد عفيف البزري.

(٢). Valerian Zorine (١٩٠٢-١٩٨٦) ديبلوماسي سوفييتي.

(٣). الإشارة على الأرجح للسياسييّن السورييّن الذين اعتقلوا بتهمة التآمر مع العراق ومنهم عدنان الأتاسي (ابن الرئيس هاشم الأتاسي) ومنير العجلاني.