Friday, January 22, 2021

بيت لزبونا من القاعة إلى الصاليا‎

 


تتألّف القاعة التقليديّة في البيت الشامي من قسمين: الأعلى هو الطزر وهو مكان الجلوس والأخفض العتبة التي تتميّز بارتفاع سقفها وقد نرى فيها فسقيّة مع عناصر إضافيّة كالمحراب والمصبّ وهلمّجرّا. 


ظهرت موضة جديدة مع نهايات القرن التاسع عشر عندما تلاشى فرق الارتفاع بين الطزر والعتبة وتمّ دمج الإثنين في "الصاليا" كما نرى في هذه الصورة للصاليا الجنوبيّة الشرقيّة من بيت لزبونا في أواخر القرن التاسع عشر (أي بعد تجديد ١٨٦٨-١٨٧٢). هناك مثال آخر لا يقلّ شهرة في صاليا بيت شمعايا أفندي وهذه الأخيرة موجودة حاليّاً في بيت جنبلاط قرب صيدا في لينان أمّا عن القصر الذي أخذت منه فهو اليوم آيل للتداعي (لم تذكر الدكتورة Macaulay-Lewis بيت شمعايا في دراستها عن دور دمشق اليهوديّة). 


شمل تحديث بيت لزبونا الآنف الذكر الغرفتين الواقعتين على طرفيّ الإيوان القبلي ولم يقتصر على إزالة فرق الارتفاع بل تعدّاه إلى الزخارف الخشبيّة الغنيّة التي حلّت محلّ العجمي الذي سبقها كما أضيفت مرايا مذهّبة الأطر وسقف قماشيّ canvas مع نماذج جديدة من النحت الحجري في العقد الفاصل بين منطقتيّ العتبة والطزر سابقاً. 


باختصار ترجم هذا التجديد طراز الباروك المستورد من الغرب -مروراً بالقسطنطينيّة- ممزوجاً بنكهة شرقيّة مميّزة.













Elizabeth Macaulay-Lewis. Bayt Farhi and the Sphardic Palaces of Ottoman Damascus. American School of Oriental Research, 2018. 


Elizabeth Macaulay-Lewis


Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009.   


No comments:

Post a Comment