الصورة من مجلّة Paris Match الفرنسيّة في عددها الصادر في السابع من أيلول عام ١٩٥٧ والتعليق عليها هو الآتي:
"الرئيس يتلقّى تحيّة الجيش سيّد البلد فور وصوله".
Dès son arrivée, c’est l’armée, maîtresse du pays, qui lui rend les honneurs.
الصورة العليا للرئيس شكري القوّتلي وخلفه رئيس الوزراء صبري العسلي ورئيس المجلس النيابي ناظم القدسي.
اللقطة أدناه لعربة الرئاسة محاطة بالحرس على متون الدرّاجات الناريّة ولم أستطع التعرّف على المكان.
لا ريب أنّ المحرّر الفرنسي ملّم بسياسات الشرق الأدنى ومدرك للاتّجاه الذي تهبّ فيه رياحها: أي نحو الوحدة المصريّة-السوريّة؛ لا شكّ أنّه مناهض لهذه الوحدة كعدوّ لدود لجمال عبد الناصر في أعقاب أزمة السويس أضف إليها مساندة القاهرة لاستقلال الجزائر أو "فرنسا وراء البحار" France d'outre-mer عن "الوطن الأمّ".
رغم هذه التحفّظات الكاتب مصيب إلى درجة كبيرة في ناحية واحدة على الأقلّ عندما أطلق على الجيش لقب "سيّد البلد". هناك من يعتقد إلى اليوم أنّ عقد الخمسينات كان ديموقراطيّاً إلى أن أجهز عبد الناصر -ومن بعده البعث- على الحريّة والديموقراطيّة. هذا الكلام غير دقيق إن لم نقل خاطىء من أساسه. إذا كانت سوريّا ديموقراطيّة في يوم من الأيّام (وجود برلمان وأحزاب لا يترجم بالضرورة إلى ديموقراطيّة حتّى في ديموقراطيّات الغرب المزعومة التي يعتبرها "الليبراليّون" العرب مثلهم الأعلى) فهذه الديموقراطيّة الشكليّة -الموروثة من فرنسا حتّى نسمّي الأمور بمسمّياتها- انتهت مع انقلاب حسني الزعيم في آذار عام ١٩٤٩ إلى غير رجعة.
قد يعترض البعض فيقول أنّها عادت بعد سقوط الشيشكلي عام ١٩٥٤ ولكن هذه الحجّة واهية على أحسن تقدير والدليل تصفية الحزب القومي السوري خصوصاً عام ١٩٥٥ وما رافقها من اعتقالات وإرهاب فكري وأحكام تعسّفيّة بالسجن والإعدام بالجملة على أشخاص لم يروا أو يعرفوا عدنان المالكي -قميص عثمان- في حياتهم.
No comments:
Post a Comment