الموقع داخل سور دمشق القديمة شمال الشارع المستقيم (البيت اليهودي الوحيد شمال الشارع المستقيم) وعلى بعد حوالي ٢٠٠ متر جنوب شرق الجامع الأموي. للبناء بابان الرئيس منهما غربي يبعد حوالي خمسة عشر متراً إلى الجنوب من جامع القاري أو السفرجلاني أمّا الشرقي فيطلّ على شارع أو زقاق المتكنة (عرض ثلاثة أمتار).
مكتب عنبر مستطيل الشكل بطول يقارب المائة متر (شرق-غرب) وعرض نحو خمسين متراً (شمال جنوب) وهو أكبر دور دمشق على الإطلاق باستثناء قصر العظم.
زار الأستاذ فريد جحا البناء مرّتين الأولى زيارة وصفها بالخاطفة في آب ١٩٨٣ والثانية متأنّية في التاسع من كانون ثاني ١٩٨٤ ووصفه باختصار شديد في مقاله في الحوليّات اقتبست منه أسطر معدودة لتعريف سريع به. المكتب يستحقّ كتاباً كاملاً بمئات الصفحات وعشرات الصور الرقميّة مع المساقط والخرائط على أقلّ تقدير ولكن الأوابد التي حظيت بما هي جديرة به من الاهتمام في سوريا قليلة.
يقسم البناء إلى أربعة وحدات تتّصل ببعضها عن طريق أبواب ويتوسّط كلّ من هذه الوحدات صحن أو باحة سماويّة يتوسّطها بدورها حوض أو بركة ماء محاطة بحدائق يطلّ عليها من الأطراف الأربعة أربعون غرفة موزّعة على طابقين. المكتب مزوّد بأواوين وأعمدة وأقواس وزخارف جداريّة تمتزج فيها التقاليد الشرقيّة (العناصر التقليديّة كالإيوان والصحن المركزي مع الزينة هندسيّة كانت أو نباتيّة والرسوم الجداريّة والنقوش النافرة أو الغائرة) والأوروبيّة المستلهمة من طراز الروكوكو المتميّز بالإفراط في الزخارف والدقّة إلى درجة الابتذال أو هكذا على الأقلّ ارتأت الليدي Isabel Burton في الصفحة ١٧٢ من كتابها الشهير "حياة سوريا الداخليّة" عندما قالت:
"يقوم يهوديّ آخر يدعى الخواجا عنبر ببناء قصر على طراز أكثر حداثة وبالتالي أقلّ استساغة بالنسبة لي. الفخامة الرائجة اليوم غنيّة أكثر ممّا ينبغي بينا يتمتّع بيت لزبونا بالعراقة وسلامة الذوق. في كلّ الأحوال لا يمكن لأحد أن ينكر على عنبر اهتمامه بتزويد داره بأسباب الرخاء إذ ألحق بها كنيساً خاصّاً وحمّاماً تركيّاً. اشترى عنبر جميع البيوتات القديمة حوله ليوسّع منزله إلى أقصى حدّ ممكن ومع الأسف أحرق في هذا الصدد زخارف هذه البيوت وخشبها القديم الذي عجز عن تقدير أصالته وجماله وهزىء بي عندما تحسّرت على هذه الخسارة".
فريد جحا. مكتب عنبر. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥.
مكتب عنبر. الخلفيّة التاريخيّة
No comments:
Post a Comment