تنسب هذه التربة إلى العمادي أحد أمراء نور الدين وتقع في حيّ الصالحيّة شمال الجهاركسيّة. دفن العمادي في تربته عام ١١٦٩ للميلاد وبذلك تكون هذه التربة أوّل أضرحة الصالحيّة وأوّل نموذج لا يزال موجوداً في دمشق إلى اليوم لتربة مربّعة المسقط ومتوّجة بقبّة ترتكز على رقبتين السفلى مثمّنة والعليا مكوّنة من ستّة عشر وجهاً. قدّر لهذا النمط من العمارة أنّ ينتشرّ وينضج تحت الأيّوبييّن أمّا في العهد النوري فالعماديّة هي القبّة الوحيدة التي ترجع إليه في دمشق باستثناء قبّتي البيمارستان النوري والمدرسة النوريّة.
تبيّن الصورة الحنية الركنيّة (squinch بالإنجليزيّة و trompe بالفرنسيّة) وهي حيلة يتمّ الانتقال بواسطتها من المسقط المربّع إلى نصف الكروي (الوسيلة الثانية الأكثر تطوّراً هي المثلّث الكروي أو pendentif وأشهر أمثلتها آيا صوفيا في القسطنطينيّة).
يضيف الأستاذ حمصي أنّ واجهة التربة مبنيّة من الحجر المنحوت وأنّ بابها الرئيس في الجدار الغربي مغلق حاليّاً (أي عندما وصفها عام ١٩٨٥) بينما فتحت إحدى النوافذ لتكون بمثابة باب. للجدران من الداخل كسوة كلسيّة وفي كلّ منها قوس عالٍ لحمل القبّة الآجريّة التي اندثرت منذ سنوات بينما لا تزال الرقبة الحجريّة المضلّعة موجودة. لا أعلم ما وضع التربة اليوم.
أحمد فائز الحمصي. مباني الصالحيّة الأولى. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥.
Annales Archéologiques Arabes Syriennes. XXXV 1985 (photo).
Gérard Degeorge. Damas: Des origines aux Mamluks. L'Harmattan 1997 (texte).
Sauvaire. Description de Damas
No comments:
Post a Comment