Saturday, September 5, 2020

تاريخ مسجد خالد بن الوليد



يبدأ التاريخ الموثّق عن مسجد خالد ابن الوليد في العهد السلجوقي أمّا عن العهود السابقة فغاية ما نستطع قوله أنّ مصلّىً بسيطاً تواجد شمال شرق المدينة في موضع البناء الحالي. 


يعلوا نقشان كتابيّان ساكف باب المسجد الأعلى منهما بالخطّ الكوفي على لوح حجريّ يحدّد البناء كمسجد خالد. النصّ غير مؤرّخ ولكن الكتابة تشابه إلى حدّ كبير النقش على صخرة الربوة في المكان المعروف بالمنشار وهو أحد الآثار النادرة للعهد الفاطمي في دمشق (*) ويعود لعام ٤٤٤ للهجرة (١٠٥٢-١٠٥٣ للميلاد). لا يتجاوز الفرق بين نقش مسجد خالد ونظيره في الربوة من الناحية الفنيّة كون الأوّل بارز والثاني غائر.


بمقارنة النقشين (الربوة ومسجد خالد) يستنتج الأستاذ أحمد نوري إيبش أنّ الثاني تلى على الأغلب الفتح السلجوقي للمدينة عام  ١٠٧٦ ولربّما كان أحدث بقليل (أي من فترة الأتابكة). 





إذاً دخل مسجد خالد التاريخ من أوسع أبوابه في أواخر القرن الحادي عشر أو مطلع القرن الثاني عشر للميلاد عندما رمّم للمرّة الأولى (حسب معرفتنا) وتواتر ذكره بداية من ابن عساكر ومن نقل عنه دون تعديل من المؤرّخين اللاحقين كابن شدّاد وابن شاكر الكتبي ويوسف بن عبد الهادي والنعيمي. 


أضف إلى ذلك الزاوية التي رفعها الشيخ أرسلان لصيق مسجد خالد في عهد نور الدين والتي أرجع إيبش بناءها إلى ١١٥٤-١١٥٥ للميلاد ومن ثمّ ترميم مسجد خالد للمرّة الثانية في العهد الأيّوبي والذي أعطى الآبدة شكلها الحالي الذي احتفظت به إلى اليوم دون تغيير يستحقّ الذكر. جرى هذا الترميم تحديداً عام ٥٨٠ للهجرة (١١٨٤-١١٨٥ م)  بدلالة النقش الكتابي الثاني بالخطّ الثلث الباكر فوق ساكف الباب وتحت النقش الأوّل. 


سأخصّص لنصّ النقوش الكتابيّة والتعليق عليها منشوراً مستقلّاً. 






(*) المعلم الفاطمي الآخر هو ضريح فاطمة السبطي في مقبرة الباب الصغير. 




أحمد نوري إيبش. مسجد خالد بن الوليد أوّل مسجد بدمشق منذ الفتح الإسلامي.  الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥. 


مسجد خالد ابن الوليد


خولة وشرحبيل

No comments:

Post a Comment