Thursday, September 17, 2020

منازل تيمورلنك في دمشق‎

 


اعتمد الدكتور مظهر شهاب في هذا المقال الشيّق على عدد من المصادر التاريخيّة وخصوصاً في الخرائط على كتاب الدرّة المضيئة في الدولة الظاهريّة لابن صصرى كما حقّقه الأمريكي الدكتور William M Brinner ونشرته جامعة كاليفورنيا عام ١٩٦٣ في كتابين مستقلّين أحدهما للنصّ العربي والثاني لترجمته إلى الإنجليزيّة. نشرت الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة هذا البحث في ثمان صفحات في المجلّد الخامس والثلاثين الصادر عام  ١٩٨٥ اقتبست خطوطه العريضة في الأسطر التالية وهي على أقلّ تقدير مفيدة للمهتمّين بطبوغرافيا دمشق المملوكيّة.


مرّت عاصفة تيمور على حلب (تشرين أوّل وتشرين ثاني ١٤٠٠ للميلاد) قبل وصولها إلى دمشق التي دامت "زيارته" لها من ٢٢ كانون أوّل وحتّى ٢٠ آذار من العام التالي أي ١٤٠١. قدّر ابن خلدون الذي أتى المدينة في حاشية السلطان الناصر فرج عدد جنود تيمور بالمليون ومن نافل القول أنّ هذا الرقم مبالغ فيه إلى أبعد الحدود. أطلّ التتار على المدينة من جهة قبّة السيّار ومن ثمّ اتّخذوا قطنا مركزاً لتجمّعهم وتقدّموا منها إلى داريّا بعد بضعة اشتباكات ومن هذه الأخيرة إلى الكسوة حيث جرت معركة نزل تيمور بعدها في قبّة يلبغا الواقعة على بعد خمسة كيلومترات جنوب سور المدينة. سبق أن نزل السلطان المملوكي في هذه القبّة لدى وصوله من القاهرة في السادس والعشرين من كانون أوّل (قبل أحد عشر يوماً من معركة الكسوة) ولكنّه تراجع عنها إلى دمشق ومنها إلى دمّر قبل أن ينسحب (أو يتسلّل إذا شئنا) عائداً إلى القاهرة.


تنسب قبّة يلبغا إلى نائب دمشق الأمير يلبغا اليحياوي  (١٣٤٧ للميلاد) وهي اليوم دارسة أزيلت آخر بقاياها في زمن ليس بالبعيد. 


انتقل تيمور في التاسع من كانون ثاني (أي بعد ثلاثة أيّام من نزوله في قبّة يلبغا) إلى قصر بيبرس الأبلق (مكان التكيّة السليمانيّة اليوم) حيث استقبل وفداً دمشقيّاً برئاسة مفتي المدينة ابراهيم بن محمّد بن مفلح الحنبلي ضمّ في جملة أعضائه العلّامة ابن خلدون. كانت مهمّة الوفد الاتّفاق على تسليم المدينة لتيمور بغية حقن الدماء. 


للحديث بقيّة. 





مظهر شهاب. منازل تيمورلنك في دمشق. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥.




William M Brinner. A Chronicle of Damascus 1389-1397. University of California Press 1963. 

No comments:

Post a Comment