Saturday, September 26, 2020

أسواق دمشق المملوكيّة



نهضت المدينة بسرعة من كبوتها على يد المغول عام ١٢٦٠ وشهد العهد المملوكي في بداياته نشاطاً عمرانيّاً حافلاً كعاصمة شماليّة للإمبراطوريّة  الجديدة وتوسّعت أرباض دمشق خارج السور إذ أمّها عدد لا بأس به من أمراء المماليك وقوّادهم. ازداد الطلب على السلع الكماليّة كالحلي والسيوف الدمشقيّة الشهيرة والسروج الفاخرة وازدهرت التجارة ليس فقط بين مصر والشام وإنّما أيضاً مع الصليبييّن (إلى أن دالت دولتهم مع أواخر القرن الثالث عشر) والأوروبييّن. 


أدّى هذا النشاط المتسارع إلى ظهور أسواق جديدة منها تحت القلعة حيث تركّزت الحرف المتعلّقة باحتياجات المماليك كالبياطرة والحدّادين والسروجيّة والبقسماطيّة (من البقسماط وهو نوع من الكعك) وغيرها كما تطوّر سوق الخيل إلى الشمال من سوق تحت القلعة لتلبية متطلّبات الحامية المملوكيّة التي انفردت بامتياز ركوب الخيل في المدينة. انتقلت سوق البطّيخ للخضار والفواكه من موقعها القديم على الشارع المستقيم إلى شمال غرب المدينة خارج السور ومعها  الكثير من أسواق المواد الغذائيّة.


توسّعت المدينة وتشكّلت خارج السور أرباض جديدة ألا وهي:


السويقة (أي السوق الصغير) جنوب غرب المدينة لتجارة الحبوب مع حوران وامتدادها على الطريق المؤدّي إلى فلسطين ومصر حيث بنيت مخازن الحبوب (البوايك). مارس المماليك الفروسيّة في ميدان الحصى (منه اسم الميدان اليوم) وتشكّلت قرية القبيبات إلى الجنوب. 


سوق ساروجة نسبة للأمير صارم الدين صاروجا (لقي حتفه ١٣٤٢) إلى الشمال والغرب الذي بدأ كسوق ثمّ تحوّل إلى منطقة سكنيّة لأمراء المماليك ومن يتعلّق بهم. تمركز هذا الربض أو الحيّ حول جامع الورد


المنيبع والخلخال: قرب القصر الأبلق غرب المدينة (التكيّة السليمانيّة ومنطقة الجامعة إلى الشمال منها حاليّاً) وكان هذان الموقعان بمثابة منتزهات لذوي اليسار.    


إذاً أصبح لدينا ثلاث مجموعات من الأسواق في العهد المملوكي أقدمها ضمن سور المدينة والثاني والثالث خارجه إلى الشمال (تحت القلعة وساروجة) وإلى الجنوب (السويقة). هذا ناهيك عن الصالحيّة التي كانت في ذلك العصر منفصلة عن دمشق. 


تدهور الوضع بعد جائحة تيمورانك في عهد المماليك البرجيّة (الشراكسة) وإن حاول عدد من الحكّام في القرن الخامس عشر وحتّى مطلع السادس عشر رأب الصدع وإنقاذ ما تبقّى. 


الصورة الثانية لدمشق في القرن السادس عشر عن Sauvaget. 





للحديث بقيّة.    






ناصر الربّاط. تطوّر السوق في دمشق. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة ١٩٨٨-١٩٨٩.


تطوّر السوق في دمشق


أسواق دمشق من الأيّوبييّن إلى الأموييّن

No comments:

Post a Comment