الطالع هو موزّع للمياه ونظام الطوالع التاريخي أمّن احتياجات دمشق المائيّة جتّى جرّ مياه عين الفيجة في مطلع القرن العشرين. اعتمدت المدينة على نهر بردى للشرب والاستهلاك العامّ والمنزلي حتّى نهاية القرن التاسع عشر ورمّمت الشبكة عام ١٨٦٠. زوّدت قناتا بانياس والقنوات المدينة داخل السور باحتياجاتها عبر قنوات رئيسة تتفرّع بدورها إلى قنوات ثانويّة وتواجدت الطوالع عند نقاط التفرّع.
المخطّط الملحق لطالع البيمارستان النوري كنموذج لسائر الطوالع وهو عبارة عن حوض مغلق ومسقوف يتألّف من حجرة مركزيّة A ترتبط بها على محيطها حجيرات (١-١٠ في هذه الحالة) أو أحواض صغيرة متباينة الأبعاد عبر فتحات يتفاوت عرضها توزّع الماء إلى البيوت والأبنية. تتراوح أبعاد الطالع بين ١٢٠ x ١٢٠ سم إلى ٦٠ x ٦٠ سم وكان مزوّداً بغلق أو سكر لضبط مقدار المياه. هناك طوالع رئيسة (على مستوى الجيّ) وطوالع ثانويّة (على مستوى البيت أو البيوت المتجاورة) ولهذه الأخيرة سكر أو شبك معدني مثلها مثل الطوالع الخارجيّة. تنساب المياه من الأعلى إلى الأسفل مستفيدة من انحدار الأرض.
آلت صيانة الطوالع (سدّ أماكن التسرّب بالطين والتبن) إلى شاوي الحارة العالم الخبير بعددها وأماكن تواجدها والمسؤول عن جباية فاتورة المياه وقطعها عن المتلكّئين في تسديد المعلوم عن طريق إغلاق السكر إلى أن تجفّ الحجيرة المتّصلة به.
حدّد حجم الحجيرات المقدار الأقصى من الماء المخصّص لمبنى معيّن ويمكن ترشيد الاستهلاك عن طريق فتح السكر جزئيّاً أو كلّيّاً.
1. Dorothée Sack. Damaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.
2. Richard Thoumin. Notes sur l'aménagement et la distribution des eaux à Damas et dans sa Ghouta. Bulletin d'Etudes Orientales Volume 4 - 1934.
3. René Tresse. L'irrigation dans la Ghouta de Damas. Revue des Études Islamiques, 1929.
4. Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
No comments:
Post a Comment