Friday, April 26, 2019

شبكة مياه دمشق


تمّ تزويد المدينة داخل السور بالمياه بالدرجة الأولى حتّى مطلع القرن العشرين (أي حتّى جرّ مياه الفيجة بداية بعهد ناظم باشا)  عن طريق إثنين من فروع بردى: بانياس والقنوات. أولوية استعمال المياه للأوابد الدينيّة وخصوصاً الجوامع ثمّ الحمّامات ثمّ البيوت الموسرة وأخيراً سائر الناس. على اعتبار أنّ الأحياء المسلمة تقع في الغرب فنصيبها من المياه النظيفة أفضل من المسيحيّة واليهوديّة إذ يتزايد تلوّث المياه مع زيادة الاستعمال من الغرب إلى الشرق ويتمّ التعويض عن ذلك في الأحياء الشرقيّة بالآبار. 

هناك أيضاً العيون شمال المدينة والتي تستمدّ مياهها من قناة تورا مستفيدة من انحدار الأرض ونعاين على الخريطة (وضعها Wulzinger و Watzinger) عام ١٩٢٤ عين الكرش (رقم IV) وعين علي (رقم V) وعين الزينبيّة (رقم IX). 

يجري بانياس إلى جنوب بردى والقنوات جنوب بانياس. يمرّ هذا الأخير وراء المتحف الوطني والتكيّة السليمانيّة ثمّ في صحن جامع تنكز على شارع النصر ومن إلى المرجة فالقلعة حيث يستمرّ شمالها في العقرباني ويتابع طريقه فيها حتّى الجامع الأموي ليغذّي الميضأة ومن ثمّ النوفرة شرق الجامع وضمن المعبد الروماني الخارجي peribolos (هناك نوفرة ثانية تواجدت شرق المدينة لدى حمّام البكري). في القلعة يعطي بانياس فرعاً جنوبيّاً يتابع مساره إلى الشاغور والباب الصغير في نهر قليط الذي يصرّف قاذورات القسم الغربي المدينة. 

يروي القنوات الحيّ المسمّى باسمه مع التعديل وباب سريجة ويدخل المدينة لدى باب الجابية ومنها تحت الشارع المستقيم. 

أدّى تزايد عدد السكّان وحجم الاستهلاك إلى تحوّل فروع بردى شيئاً فشيئاً إلى مصبّات للصرف الصحّي ومبعث للروائح الكريهة أضف إلى ذلك التلوّث من الغرب إلى الشرق الناجم عن المقاهي والمدابغ والمصابغ شمال المدينة وأبواب العمارة والسلامة وتفاقم الأمر في النصف الثاني للقرن العشرين حتّى في غرب المدينة حيث تتواجد مغاسل السيّارات.  


1.  Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

2. Richard Thoumin. Géographie humaine de la Syrie centrale. Tours, Arrault, 1936. 

3. Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924. 

No comments:

Post a Comment