كُتِبَ الكثير عن تطوّر الحرم الدمشقي عبر ثلاثة آلاف عام، من معبد حدد الآرامي مروراً بخليفته الروماني فالكنيسة البيزنطيّة ونهايةً بالجامع الأموي. يوجد من الأدلّة الماديّة أكثر من الكفاية على معبد المشتري الروماني، من بوّابته الخارجيّة الغربيّة الضخمة إلى الأعمدة التي أُعيد استعمالُها في الجامع ،بيد أنّ آثار العصور الهلنستيّة والآراميّة معدومةٌ عمليّاً.
أُلحِقُ أدناه رابطاً لمقال بالغ الأهميّة للأمير جعفر عبد القادر، نُشر بالفرنسيّة في مجلّة Syria عام ١٩٤٩ ويمكن مطالعته وتحميله بالمجّان. اكتُشِفَ مجسّمٌ بازلتي قرب الزاوية الشماليّة الشرقيّة للجامع (نقطة C في المخطّط الملحق) خلال ترميم الحرم. كان هذا المجسّم مرصّعاً تحت الجدار الشمالي في صفّ الحجارة الثالث فوق الأساس الهلنستي قبل استخراجه ونقله إلى متحف دمشق الوطني.
أبعاد المجسّم ٨٠ في ٧٠ من عشيرات المتر، وسماكته ٣١ إلى ٥١ عشير المتر. يتوسّط الحجر أبو هول مجنّح واضح التأثّر بالنماذج المصريّة مع بعض الفوارق: شكل التاج المزدوج الذي يأخذ قسمُهُ العلوي وضعيّةً افقيّة، نمط اللحية، والأجنحة المزدوجة. هذه المميّزات مشتركةٌ بينه وبين أبي هول سامري مجنّح مماثل مصنوع من العاج، يُعْتَقَدُ أنّه فينيقيّ الصنعة، مثله في ذلك مثل نماذج عاجيّة مختلفة من أرسلان طاش محفوظة حاليّاً في متحف اللوڤر في پاريس.
يوحي هذا التشابه أنّ أبي هول دمشق أيضاً فينيقيّ المصدر، وأنّه على الأرجح من القرن التاسع قبل الميلاد وعهد حزائيل، ويؤيّد فكرة اعتماد ملوك دمشق وإسرائيل إلى درجةٍ ما على حرفييّن فينيقييّن.
Emir Djafar Abd El-Kader. Un orthostate du temple de Hadad à Damas. Syria. Archéologie, Art et histoire. Année 1949 (26-3-4) pp. 191-195.

No comments:
Post a Comment