يعطي هذا المقال المنشور باللغة الفرنسيّة في العدد الثالث عشر من مجلّة الدراسات الشرقيّة الصادر عام ١٩٥١ نبذة عن تاريخ المجمع العلمي العربي أو مجمع اللغة العربيّة في دمشق ونشاطاته ومنشوراته منذ تأسيسه وحتّى عام ١٩٥٠. البحث للسادة Henri Laoust وسامي دهّان.
كانت البدايات في العهد الفيصلي عندما كان رضا باشا الركابي حاكماً عسكريّاً لدمشق إذ تأسّس قسم للترجمة والنشر في خريف ١٩١٨ ليتحوّل في شباط ١٩١٩ إلى المجلس الأعلى للتعليم العامّ أو ديوان المعارف برئاسة السيّد محمّد كرد علي الذي عهدت إليه الحكومة العربيّة في ٨ حزيران ١٩١٩ بمهمّة إنشاء وتنظيم أكاديمية عربيّة على غرار الأكاديمية الفرنسيّة وكان هذا بهدف إحياء التراث العربي واللغة العربيّة بعيداً عن الجدل الديني والسياسي وكانت هذه المؤسّسة الأولى من نوعها في البلاد الناطقة باللغة العربيّة،
سمح نظام المجمع بنوعين من الأعضاء: عاملين ومراسلين. عدد الأعضاء العاملين ٢٠ ويشترط كونهم سوريّي الجنسيّة ومقيمين في دمشق وأن يكون العمر ٣٥ سنة على الأقلّ أمّا عن المراسلين فهم من كلّ أرجاء العالم. شغل منصب رئيس المجمع عام 1950 العلّامة محمّد كرد علي ونائب الرئيس الشيخ عبد القادر المغربي والأمين العامّ الشاعر خليل مردم بك مؤلّف نشيد حماة الديار. عهد للمجمع عام ١٩٢٧ مهمّة الإشراف على المكتبة الظاهريّة التي كانت وقتها مكتبة دمشق الوطنيّة. تأسّست هذه المكتبة عام ١٨٧٨ عندما جمعت فيها المخطوطات التاريخيّة الثمينة من عشر مكتبات مختلفة وأضافت الهبات والمشتروات إلى مقتتياتها عبر السنوات أمّا عن مقر المجمع فكان في المدرسة العادليّة.
أصدر المجمع نوعين من المنشورات: الأوّل مجلّة دوريّة رأى عددها الأوّل النور في كانون الثاني عام ١٩٢١ والثاني أبحاثاً مستقلّة أولويتها دراسة النصوص القديمة وتدقيقها. قام المجمع علاوة على ذلك بتنظيم المحاضرات والمؤتمرات بين الفينة والفينة.
يمكن الرجوع للمقال الذي يعطي لائحة مفصّلة بمنشورات المجمع منذ البدايات وحتّى منتصف القرن العشرين كما يسمّي أعضائه البالغ عددهم وقتها ٩٣ أذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر العلماء والأدباء السادة:
الأطبّاء حسني سبح ومرشد خاطر ورجل القانون السياسي المخضرم فارس بك الخوري والشعراء محمّد البزم وبدوي الجبل وعمر أبو ريشة وبشارة الخوري (الأخطل الصغير) والأدباء أحمد حسن الزيّات وطه حسين باشا وعبّاس محمود العقّاد وخير الدين الزركلي والمؤرّخ فيليب حتّي والمستشرق الفرنسي René Dussaud ونظيره الألماني Carl Brockelmann وعديد سواهم.
No comments:
Post a Comment