Saturday, September 9, 2017

معالم العهد الأتابكي في دمشق

دامت دولة الأتابك نور الدين زنكي من عام ١١٤٦ للميلاد وحتّى وفاته عام ١١٧٤ وكان شاغله الشاغل في هذه السنوات الحرب ضدّ الصليبييّن وبشكل أو بآخر الفاطمييّن. ازدهرت سوريا في عهده أو على الأقلّ المدن السورية وترك وراءه الكثير من العمائر خصوصاً العسكريّة والدينيّة في حلب ودمشق وبعلبك وحماة وحمص ومكّة والمدينة والموصل وكثير غيرها. تحتلّ حلب ودمشق مركز الصدارة في سوريا الأتابكيّة وسأتعرّض هنا لبعض المعالم الشهيرة في دمشق فقط ولمن يرغب بكشف مفصّل للآثار النوريّة يمكن الرجوع للمقال الأصلي  باللغة الفرنسيّة للمستشرق Nikita Elisséeff المنشور عام ١٩٥١ في العدد الثالث عشر من مجلّة الدراسات الشرقيّة الصادرة عن معهد دمشق الفرنسي والمطبعة الكاثوليكيّة في بيروت. 



من ناحية المباني العسكريّة عني نور الدين بتحصين المدينة وترميم سورها وتعزيزه بالأبراج.  كان لدمشق سبعة أبواب قبل نور الدين: الباب الصغير وباب كيسان والباب الشرقي وباب توما وأبواب الجنيق والفراديس والجابية. وبنى نور الدين أربعة أبواب جديدة: باب السلام وباب الفرج وباب الحديد وباب السرّ

بالنسبة إلى التعديلات التي أجراها نور الدين على الأبواب القديمة فقد قام بسدّ باب كيسان وعلّ هذا كان بهدف منع خيانة مماثلة للتي سمحت له بدخول دمشق عندما سهّلت امرأة يهوديّة لعسكره فتح الباب الشرقي. بالنسبة لباب كيسان (باب زحل في العهد الروماني) فهو المكان الذي يفترض أنّ القدّيس بولس هرب من دمشق مستعملاً إحدى النوافذ المجاورة له عام ٣٨ للميلاد. المهمّ ظلّ باب كيسان مسدوداً حتّى عام ١٣٦٤ وبالنتيجة هدم كي يبنى مكانه كنيسة القدّيس بولس التي افتتحت في حزيران ١٩٣٩. أمّا عن الباب الشرقي فقد بنى نور الدين فوقه جامعاً صغيراً ومئذنة وهكذا فعل في الباب الصغير

عن الأبواب التي بنيت في عهد نور الدين:
١. باب السلام في الشمال وقد جدّد عام ١٢٤٣ في عهد السلطان الأيّوبي الملك الصالح.
٢. باب الفرج في الشمال إلى جانب القلعة.
٣. باب الحديد شمال القلعة ويصله مع خارج المدينة جسر فوق بردى وقد شمل ببرج القلعة التي أعاد بنائها الملك العادل فيما بعد.
٤. باب السرّ ويقع في جدار القلعة الغربي قرب القصر (أقام نور الدين في القلعة).

بالنسبة لأهمّ المباني:

أوّلاً. البيمارستان النوري ورمّم عدّة مرّات عبر العصورز حوّله السلطان عبد الحميد عام ١٨٩٩ إلى ميتم للبنات وأصبح مدرسة تجاريّة تابعة للحكومة السوريّة عام ١٩٣٧.
ثانياً. دار العدل وكانت تقع في حيّ الأروام (مدخل سوق الحميديّة لاحقاً) وكانت بالدرجة الأولى لمحاسبة المتنفّذين الذين لا يتجرّأ عليهم القضاة العاديّون (مثل أسد الدين شيركوه). تحوّلت إلى دار السعادة في عهد صلاح الدين وقد اندثرت.
ثالثاً. المدرسة النوريّة الكبرى والتي كانت أكبر مدرسة حنفيّة في دمشق وفيها تربة نور الدين.
رابعاً. دار الحديث النوريّة في حيّ العصرونيّة وكانت الأولى من نوعها في سوريا وكان إبن عساكر أوّل أساتذتها كما أقام بها الرحّالة الأندلسي إبن جبير لدى زيارته دمشق في أواخر القرن الثاني عشر. أصبحت أنقاضاً بعد حريق ١٨٩٣ المدمّر.
خامساً. حمّام نور الدين أو حمّام البزوريّة.
سادساً. المدرسة العادليّة الكبرى وقد بوشر في بنائها في عهد نور الدين ولكنّها لم تكتمل حتّى ما بعد وفاة الملك العادل الذي دفن فيها عام ١٢٢٢ ومن هنا اسمها. علّم فيها إبن خلكان وكانت حسب إبن بطوطة أكبر مدرسة شافعيّة في دمشق. أصبحت في القرن العشرين مقراً للمجمع العلمي العربي أو مجمع اللغة العربيّة في دمشق.

ترك نور الدين الكثير من المعالم في حلب وغيرها يمكن الرجوع إليها في المقال المذكور أعلاه وهو بطول ٣٨ صفحة ولا أدري ما إذا ترجم إلى اللغة العربيّة. 



No comments:

Post a Comment