دَرَسَ Michel Écochard و Claude Le Cœur في الجزء الثاني من بحثهما عن حمّامات دمشق ٣٨ من هذه الحمّامات، من ناحية التخطيط والتوزيع والوضع الراهن، وأرّخاها قدر الإمكان بالاستعانة بالنقوش الكتابيّة والمخطوطات الأثريّة. رُتِّبَت هذه المنشئات حسب تسلسلها الزمني بدايةً من أقدمها (السابقة للقرن الرابع عشر) إلى أحدثها (حمّام المزّة المبني عام ١٩٣٣). بلغت حمّاماتُ دمشق ذروةَ كمالِها وفخامَتِها في القرنين الرابع عشر والخامس عشر تحت المماليك، وبدأت في التقهقر اعتباراً من القرن الثامن عشر، رغم طفراتٍ في النصف الأوّل من ذلك القرن، ومع حلول القرن التاسع عشر أصبحت الحمّامات في أحسن الأحوال تكراراً لنماذج سابقة وتحوّلت القاعات إلى أشكال مستطيلة تزايدت فيها المساحة المخصّصة للجوّاني على حساب الوسطاني. أقتصر فيما يلي على بعض الأمثلة.
- لربّما كان حمّام الملك الظاهر في باب البريد هو الأقدم، وإن طرأ عليه الكثير من التعديلات لاحقاً. هناك أدلّة (ترجمة Sauvaire للعلموي عن النعيمي) أنّ هذا الحمّام بني قبل عام ٩٧٩ للميلاد، ودُعِيَ آنذاك حمّام العقيقي نسبةً لصاحب دار العقيقي التي أصبحت لاحقاً المدرسة ثمّ المكتبة الظاهريّة.
- حمّام نور الدين (نسبة للأتابك نور الدين زنكي) أو حمّام البزوريّة وهو غنيّ عن التعريف. يعود إلى القرن الثاني عشر (بين ١١٥٤ و ١١٧٢)، وحُوِّلَ إلى خان قبل أشهر من نشر كتاب المُسْتشرِقَيْن.
- حمّام التيروزي وهو أجمل حمّامات دمشق وأفضل ما يمثّل هذه الأبنية العريقة، وواجهته بالذات هي الأكمل والأبهى من نوعها. بني عام ١٤٤٤ (الصورة عن Degeorge مع المخطّط الملحق).
- حمّام الجسر (قرن خامس عشر) أو حمّام عبد الباسط على نهر تورا قرب المدرسة الماردانيّة. كان له بوّابة كبيرة فريدة من نوعها هدِمَت عام ١٩٣٣ عندما استحال المشلح إلى مخبز. أُجْهِزَ على بقايا الحمّام عام ١٩٦٩ وحلّ مكانَهُ بناءٌ حديثٌ قبيح.
- حمّام فتحي في الميدان نسبة لفتحي أفندي الفلاقنسي المشهور بالدفتردار، بُنِيَ عام ١٧٤٥ ويمتاز بغنى زخرفته وبهاء واجهته. الحمّام في حالةٍ جيّدة وكان ناشطاً إلى فترةٍ قريبة وربّما لا يزال.
- حمّام قصر العظم (١٧٤٥ إلى ١٧٤٩). حمّام خاصّ لوالي دمشق الأشهر وأسرته. القصر اليوم بحالةٍ جيّدة كمتحف للتقاليد الشعبيّة.
لا أدري كم من هذه الحمّامات لا يزال موجوداً حتّى الآن. استُصْلِحَ عددٌ منها اعتباراً من أواخر القرن الماضي للراغبين في استكناه ماضي الشام العريق ولو لسويعاتٍ قصيرة.
Michel Écochard et Claude Le Cœur. Les bains de Damas: monographies architecturales. Institut Français de Damas 1942-1943. Imprimerie Catholique, Beyrouth.

No comments:
Post a Comment