Wednesday, September 13, 2017

حمّامات دمشق، تتمّة

يدرس العالمان Ecochard و Le Coeur في الجزء الثاني من بحثهما حول حمّامات دمشق ٣٨ من هذه الحمّامات من ناحية التخطيط والتوزيع والتاريخ (قدر الإمكان مع الاستعانة بالنقوش والمخطوطات الأثريّة) والوضع الراهن ويرتّبان هذه المنشئات حسب تسلسلها الزمني بداية من أقدمها (ما قبل القرن الرابع عشر) إلى أحدثها (حمّام المزّة الذي بني عام ١٩٣٣). بلغت هذه الأبنية ذروة كمالها وفخامتها في القرنين الرابع عشر والخامس عشر تحت حكم المماليك وبدأت تتراجع بداية من القرن الثامن عشر (رغم طفرات في النصف الأوّل من هذا القرن) ومع حلول القرن التاسع عشر أصبحت الحمّامات في أحسن الأحوال تكراراً لنماذج سابقة وتحوّلت القاعات إلى أشكال مستطيلة تزايدت فيها المساحة المخصّصة للجوّاني على حساب الوسطاني. سأقتصر فيما يلي على ذكر بعض الأمثلة.



أوّلاً. لربّما كان حمّام الملك الظاهر في باب البريد هو الأقدم وإن طرأ عليه الكثير من التعديلات لاحقاً. هناك أدلّة (ترجمة Sauvaire للعلموي عن النعيمي) أنّ هذا الحمّام بني قبل عام ٩٧٩ للميلاد وكان اسمه وقتها حمّام العقيقي نسبة لصاحب دار العقيقي الذي أصبح لاحقاً المدرسة ثمّ المكتبة الظاهريّة. 

ثانياً. حمّام نور الدين (نسبة للأتابك نور الدين زنكي) أو حمّام البزوريّة وهو غنيّ عن التعريف. يعود للقرن الثاني عشر (بين ١١٥٤ و ١١٧٢) وتمّ تحويله إلى خان قبل أشهر من نشر كتاب المستشرقين.  

ثالثاً. حمّام التيروزي وهو أجمل حمّامات دمشق وأفضل ما يمثّل هذه الأبنية العريقة وواجهته بالذات هي الأكمل والأبهى من نوعها. بني عام ١٤٤٤ وقد أرفقت مخطّطه.



رابعاً. حمّام الجسر (قرن خامس عشر) أو حمّام عبد الباسط على نهر تورا قرب المدرسة الماردانيّة وكان له بّوّابة كبيرة فريدة من نوعها هدمتها يد الجهل عام ١٩٣٣ عندما تمّ تحويل المشلح لمخبز وأجهز الأوباش على بقاياه عام ١٩٦٩ ليحلّ مكانها بناء حديث قبيح.

خامساً. حمّام فتحي في الميدان نسبة لفتحي أفندي الفلاقنسي المشهور بالدفتردار وقد بني عام ١٧٤٥ ويمتاز بغنى زخرفته وبهاء واجهته وهو في حيّ الميدان  ولا يزال بحالته الأصليّة ووضعه جيّد وعلى علمي لا يزال شغّالاً. أرفق مخطّطه.



سادساً. حمّام قصر العظم (بني ١٧٤٥ إلى ١٧٤٩) وهو حمّام خاصّ لوالي دمشق المشهور وأسرته والقصر بحالة جيّدة اليوم كمتحف للتقاليد الشعبيّة.

لا أدري كم من هذه الحمّامات لا يزال موجوداً اليوم وإن كان من المعروف أنّ عدداً لا بأس به منها استصلح وفتحت أبوابه لمن يرغب في تذوّق نكهة ماضي الشام العريق ولو لسويعات قصيرة.

Les bains de Damas: monographies architecturales
Michel Ecochard et Claude Le Coeur
Institut Français de Damas 
1942-1943
Imprimerie Catholique, Beyrouth

No comments:

Post a Comment