Saturday, April 18, 2020

نبذة عن تاريخ الباب الشرقي


الصورة والرسم مأخوذة عن مقال مهندس العمارة عدنان مفتي في عدد الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة الصادر ١٩٦٦ أمّا المعلومات أدناه فمعظمها مقتبسة بإيجاز عن دراسة الفريق الفرنسي Mouton و Guilhot و Piaton (الرابط أدناه).  

لم بكن الأصل الروماني للباب الشرقي خافياً عن المؤرّخين العرب حتّى المتأخّرين منهم كابن كثير (توفّي ١٣٧٣) الذي دعاه القنطرة الرومانيّة. كرّس هذا الباب قديماً -على غرار باب الاسكندريّة الشرقي- للشمس

ذكر الباب الشرقي وباب الجابية في إطار الفتح العربي للمدينة في السنة الرابعة عشرة للهجرة (٦٣٥ للميلاد) ويميل معظم المؤرّخين إلى الرواية القائلة بأنّ خالد ابن الوليد أخذ دمشق عنوة من الباب الشرقي بينما أخذها أو عبيدة بن الجرّاح صلحاً من باب الجابية في الغرب (هناك قلّة ترتأي عكس ذلك أي أنّ الدمشقييّن فتحوا الباب الشرقي لخالد بينما دخلها أبو عبيدة بقوّة السلاح من الغرب). إذا فبلنا رأي الأغلبيّة تعيّن على خالد وعسكره أن يتجاوزوا خندقاً مليئاً بالماء قبل الوصول إلى الباب المسدود بالأحجار وتسلّق الجدران مستعينين بالسلالم. 

يظهر الباب الشرقي مجدّداً عام ١٣٢ (٧٤٩ للميلاد) خلال حصار دمشق بالرايات السوداء تحت قيادة عبد الله بن علي (عمّ أبي العبّاس السفّاح) ممّا يدلّ أنّ هذا الباب كان هدفاً محبّباً للغزاة وبمثابة كعب أخيل المدينة بأقواسه الفخمة الثلاثة. استباح الجيش العبّاسي الظافر عاصمة أميّة العريقة لمدّة ثلاثة أيّام وهدم أسوارها حجراً حجراً ونبش قبور خلفائها واستعمل صحن جامعها الكبير اسطبلاً لدوابّه لمدّة سبعين يوماً. 

نأتي إلى العهد الفاطمي وعام ٤١٠ (١٠٢٠ للميلاد) عندما قام محمّد بن أبي طالب (رئيس الأحداث) بسدّ فرجات الباب الثلاث بهدف دفاعي وإن قام الدمشقيّون بإعادة فتحها لاحقاً.

دخل نور الدين دمشق من الباب الشرقي في ٥٤٩ (١١٥٤ للميلاد). ما كان لأمير بحنكته أن يغفل عن نقطة ضعف هذا المدخل وبناء عليه أمر بسدّ فرجته المركزيّة الكبيرة والجنوبيّة الأصغر تاركاً الشماليّة التي بنى أمامها باشورة ذات بابين (أقدم من ذكرها ابن عساكر) وكان هذا عام ٥٥٩ (١١٦٣-١١٦٤ م).

فقد هذا الباب-القوس وظيفته الجماليّة اعتباراً من هذا العهد وأصبح بالدرجة الأولى جزءاً لا يتجزّأ من تحصينات المدينة ممّا حدا الوزير ابن شكر عام ٦٠٢ (١٢٠٦ م) أي عهد الملك العادل الأيّوبي إلى هدم ما تيسّر منه واستعمال الحجارة لتبليط صحن الجامع الأموي.

طرأت المزيد من التعديلات في عهد الملك المعظّم (١٢١٨-١٢٢٧) وكانت واسعة المدى بيد أنّها استهدفت بالدرجة الأولى السور والخندق وليس الباب بحدّ ذاته.      



تحديد تاريخ المئذنة التي تعلوا الفرجة الشماليّة أكثر إشكاليّة إذ من الممكن أن تكون هي المذكورة في "فضائل الشام ودمشق" للربعي (٤٣٥ للهجرة الموافق ١٠٤٣ للميلاد) ولكن لا جدال في وجودها عام  ٥٨٠/ ١١٨٤ عندما وصفها ابن جبير الأندلسي -من أكثر الكتّاب مصداقيّة ودقّةً بالملاحظة- دون التباس بما يوائم حالتها اليوم.   


محمّد كرد علي. خطط الشام الجزء الأوّل



Jean-Michel MoutonJean-Olivier Guilhot et Claudine PiatonPortes et murailles de Damas


  

No comments:

Post a Comment