سرايا دمشق الجديدة

اللقطتان مأخوذتان من دراسة الدكتور عبد القادر ريحاوي "قصور الحكّام في دمشق" نشر الجزء الثاني منها في المجلّد الثالث والعشرين للحوليّات الأثريّة السوريّة الصادر عام ١٩٧٣. أجرى العالم الراحل دراسته دون إمكانيّة الاستفادة من الكمّ الهائل من المعطيات والصور المتوافرة للباحثين في العصر المعلوماتي ومع ذلك نجح في معالجة الموضوع بمهنيّته ودقّته المعهودتين وترك لمن أتى بعده مرجعاً استند إليه الكثيرون ومنهم Weber الذي استعنت به في كتابة الأسطر التالية.

أطلقت تسمية السرايا على ثلاثة منشئات في دمشق:

السرايا الأولى أو القديمة

تعود لأواخر القرن السادس عشر أو مطلع القرن السابع عشر. تعرّضت لها أمس -استناداً إلى ريحاوي- وعرفت عبر تاريخها الطويل بعدّة أسماء بداية بدار السعادة ثمّ السرايا ثمّ المشيريّة وأخيراً المندوبيّة. بني قصر العدل على أنقاضها.

السرايا الثانية

قصر كنج يوسف باشا العائد لمطلع القرن التاسع عشر. هدم في مطلع القرن العشرين ليحلّ محلّه بناء العابد.

السرايا الثالثة أو الجديدة 

موضوع منشور اليوم. بنيت في ولاية ناطم باشا على الضفّة الجنوبيّة لنهر بردى بداية من عام ١٨٩٩-١٩٠٠ في المكان الذي شغلته سابقاً الحديقة العامّة وأنجزت خلال عام (١٩٠٠-١٩٠١) بدلالة الكتابة على العمود التذكاري ثمّ أتى أمر من القسطنطينيّة عام ١٩٠١ بإضافة طابق إليها ويفسّر هذا توثيق أعمال البناء مرّة ثانية عام  ١٩٠٤ عندما انتقل الوالي والدفتردار من مقرّهما المؤقت في دار البلديّة إلى البناء الجديد (هذا حسب Weber أمّا ريحاوي -وهو الأصحّ على الأغلب- فقد قال أنّ السرايا لم تستعمل لسكن الوالي الذي أقام في قصره في المهاجرين).

هناك خلاف على هويّة مهندس العمارة الذي صمّم البناء: هل هو رمزي كحّالة أم Fernando de Aranda؟ في كلّ الأحوال حلّت السرايا الجديدة محلّ السرايا الثانية واستعمل الطابق الثالث فيها لفترة قصيرة عام ١٩٠٩ من قبل إدارة الشرطة. أصبحت مقرّاً رئاسة الوزراء عام ١٩٤٦ ثمّ وزارة الداخليّة كما كانت عندما وصفها ريحاوي عام ١٩٧٣.

الصورة الثامية للعمود التذكاري أمام المبنى الذي نصب بمناسبة مرور خمس وعشرين عاماً على تتويج السلطان عبد الحميد الثاني.

Stefan Weber. Damascus, Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918.

Proceedings of the Danish Institute in Damascus V 2009.