شكّكت دراسة فرنسيّة حديثة كما رأينا بكون الباب الشرقي باباً في العهد الروماني وطرحت افتراض أنّ الهدف الأصلي منه كان جماليّاً بحتاً كقوس نصر أو نصب تذكاري وقع أصلاً على بعد مائتي متر شرق سور المدينة ولم يضمّ إلى هذا السور حتّى العهد البيزنطي.
في كلّ الأحوال لا خلاف أنّ هذا "الباب" شكّل البداية الشرقيّة للشارع المستقيم decumanus maximus كما شكّل باب الجابية (اللهمّ إذا كان -بدوره- في الأصل باباً) نهايته الغربيّة ولا شكّ في كونه آية من آيات العمارة والتخطيط والفنّ لدى بنائه ولربّما لعدّة قرون لاحقة. يتواجد الشارع المستقيم الروماني تحت مستوى الشارع الحالي أو السوق الطويل بثلاثة أمتار وتجدر الإشارة إلى أنّه ليس "مستقيماً" تماماً إذ يغيّر اتّجاهه لدى قوس -بالأحرى أقواس- التراتيل.
توافق فنحة الباب المركزيّة الكبرى القسم الأوسط من الشارع المستقيم الروماني Via Recta ولربّما كان مخصّصاً للعربات أمّا عن الفتحتين الجانبيّتين فتستمرّ كلّ منهما في رواق معمّد على طول محور المدينة الطولي من الشرق إلى الغرب. وصف الدكتور Porter الشارع بأقسامه الثلاثة للمرّة الأولى في منتصف القرن التاسع عشر.
فصّل المهندس العماري عدنان مفتي أبعاد الباب الشرقي وأدرج في مقاله الذي نشرته الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة عام ١٩٦٦ تصوّراً لهذا الباب reconstruction كما كان وقت إنشائه كما يلي:
يتألٌف الباب من ثلاث فتحات تعلوها أقواس نصف دائريّة وهو بطول ٢٧،٤٨ متر (أي عرض الشارع المستقيم الأصلي) وعرض ٤،١٨ متر. يبلغ ارتفاع الفتحة الوسطى ١٠،٩١ متر من سويّة البلاط حتّى ذروة القوس من الداخل intrados أمّا بالنسبة للفتحتين الجانبيّتين فهما بارتفاع ٥،٩٨ متر وعرض ٣،٣٦ متر.
يتواجد برجان مربّعان داخليّان إلى جانب الفتحة الوسطى بصعد منهما إلى أعلى الباب بهدف الحراسة والدفاع (استعمل البرج الشمالي كقاعدة للمئذنة فيما بعد). جعلت الأبراج ضمن الركائز على جانبيّ الفتحة الوسطى بشكل لا يكاد يلحظ مراعاة للاعتبارات الجماليّة.
بنيت جميع عناصر الباب من الحجر الأبيض الصخري القاسي أو ما يسمّى "العواميدي".
للحديث بقيّة.
No comments:
Post a Comment