زوّدنا الدكتور عفيف بهنسي بمقال مفصّل عنوانه "تطوّر الفنّ السوري خلال مائة عام" نشر في المجلّد الثالث والعشرين للحوليّات الأثريّة السوريّة (١٩٧٣) فيه الكثير من المعلومات القيّمة عن مختلف أنواع الفنون الشاميّة ومنها التصوير على الزجاج.
رافق هذا الفنّ في بدايته القصص الشعبيّة والحكواتيّة في المقاهي إذ يقوم الفنّان برسم شخصيّات عنترة وعبلة والزير سالم وأبي زيد الهلالي والظاهر بيبرس وسيف بن ذي يزن وغيرهم لتعليقها في المقاهي كخلفيّة لسرد الحكواتي ونالت هذه الرسوم سواءً كانت على الورق المؤطّر الذي يلصق على الزجاج أو المرسومة مباشرة عليه بصورة معكوسة (لتظهر صحيحة على الوجه الآخر) إعجاب الكثيرين ممّن تنافسوا على اقتنائها على بساطتها وعفويّتها واستهانتها بالنسب والمنظور ولجوئها للألوان الصارخة البعيدة عن الواقع.
ورث أبو صبحي التيناوي هذه المهارة عن أبيه حرب وأورثها بدوره لأولاده وكانت مصدر رزق له من مشغله في باب الجابية دون محاولة لاستغلال رغبة المشترين وتهافتهم على ابتياع أعماله التي تاجر البعض بها واحتكروها وحصلوا على أثمانٍ مضاعفة لها من الهواة. نفر أبو صبحي من الدعاية والأضواء ورفض الحديث مع الصحفييّن وأبى أن يلتقطوا صوراً له وأنف عن المشاركة بالمعارض العربيّة والأجنبيّة ولم يبد أقلّ اهتمام بما كتبته الصحف عنه وعن حرفته التي اعتبرها سبيلاً للتعيّش ليس غير.
توفّي التيناوي في دمشق في نيسان عام ١٩٧٣ عندما كان مقال الدكتور بهنسي المذكور أعلاه لا يزال قيد الإعداد.
No comments:
Post a Comment