أخذت المعلومات التالية كما هي (باستثناء التنقيط وبعض التعديلات اللغويّة الطفيفة) من مقال المهندس العماري عدنان مفتي المنشور في المجلّد السادس عشر (١٩٦٦) للحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة بعنوان "مشروع ترميم الباب الشرقي بدمشق" والصور من نفس المصدر.
شوّه عبء ثمانية عشر قرناً معالم هذا الباب وأثقل كاهله وامتدّت إليه يد التخريب والتهديم وراحت أجزاؤه تتفكّك وتندثر تحت البيوت التي لاصقته وطغت عليه وبدأت معالمه تضيع شيئاً فشيئاً بحيث لم يبق منه لدى المباشرة بكشفه وترميمه سوى فتحة واحدة. أصبح معظم الناس يتسائلون عن سبب وجود هذه الفتحة التي تعرقل مرور السيّارات وتعيق مختلف وسائل النقل ممّا دعى جدّيّاً للتفكير بإنقاذ الباب وترميمه وإعادة بنائه كما كان في العصر القديم. باشرت فعلاً مديريّة الأبنية الأثريّة في المديريّة العامّة للآثار والمتاحف بمشروع الترميم وأجرت أمانة العاصمة دراسات واسعة لتنظيم تلك المنطقة.
كشف الباب
بوشر كشف جميع عناصر البناء أوائل عام ١٩٦١ حيث أزيلت البيوت والمنشآت التي تغطّي وتعلوا الأقسام الجنوبيّة والوسطى منه وبدأت الحفريّات للتحرّي عن هذه الأقسام وجمع أنقاضها. لسوء الحظّ تبيّن أنّ هناك أقساماً كبيرة مفقودة استعملت أحجارها -كما هو الحال في معظم الأبنية الأثريّة- في بناء بعض البيوت وكان لا بدّ من المضي في الترميم وإعادة بناء الأقسام الناقصة من أحجار جديدة بنفس مقاييس وأبعاد الأحجار القديمة وزخرفتها وطرازها وتجاوز وزن بعضها عشرة أطنان.
أثار موضوع الترميم وإعادة الأقسام الناقصة من الباب جدلاً حادّاً عند المباشرة بالدراسة بين المهندسين والمختصّين بالآثار حول كيفيّة الترميم الواجب اتّباعها وهل يجب إعادة الأقسام الناقصة وتجديدها أم ترك الباب على ما هو عليه بعد كشفه وفي كلّ الأحوال لا يزال النقاش مستمرّاً في الوقت الذي باشرنا به بتدعيم الأقسام المتداعية وتجديد الأقسام الضروريّة ولا يزال المجال مفتوحاً للحكم على نتائج الأعمال.
للحديث بقيّة.
No comments:
Post a Comment