Tuesday, April 14, 2020

نافذة على دمشق البيزنطيّة


اقتبست المعلومات التالية عن مقال للأستاذين عدنان البنّي (مدير الحفريّات والدراسات الفنّية) ونسيب صليبي (ملحق فنّي في المديريّة العامّة للآثار والمتاحف) نشر في الحوليّات الأثريّة السوريّة عام ١٩٦٤ بعنوان "عن القصر المكتشف في شارع معاوية".

بدأت القصّة بأعمال حفر أجريت قرب البيمارستان النوري في الجهة الجنوبيّة لشارع معاوية وكان الهدف من هذه الإعمال إرساء أسس بناء نقابة المحامين في دمشق عندما ظهرت معالم جدران ضخمة على عمق مترين ونصف من الواضح أنّها غارقة في القدم.



ما كان للمديريّة العامّة للآثار والمتاحف أن تفوّت فرصة ذهبيّة كهذه ندر أن تتوافر في دمشق القديمة المكتظّة بالبيوت والأسواق الأثريّة ممّا يجعل سبر الأرض تحتها عمليّة في غاية الصعوبة. أجريت بالتالي أعمال تنقيب خلال حزيران-تمّوز ١٩٥٩ كشفت معالم قصر كبير أو جناح من قصر كبير يعود لأواخر القرن الخامس أو مطلع القرن السادس للميلاد بدلالة نقود أغلبها بيزنطي عثر عليها على مستوى أرض الغرفة تعود لعهد أنسطاس Anastasius الأوّل (٤٩١-٥١٨  للميلاد) و جستين Justin الأوّل ( ٥١٨-٥٢٧ م) وعثر كذلك على نقود عربيّة-بيزنطيّة من أواخر القرن السابع الميلادي.

هناك المزيد من الدلائل كالفخّار البيزنطي وبعض مواد البناء المأخوذة من معبد المشتري الروماني إضافة للبلاط الذي يشبه رقعتين اكتشفتا في صحن الجامع الأموي الذي درسه عبد القادر ريحاوي في مقال مستقلّ. 

استمرّ السكن في هذا القصر حتّى القرن التاسع الميلادي على الأقلّ كما تشهد بعض الكسرات sherds الزجاحيّة المصريّة والسوريّة من ذلك العهد وهناك موجودات إضافيّة لاحقة ولكنّها على الأغلب نفايات من المساكن المجاورة.

بقي أن نتعرّف على هذا القصر أو بالأحرى ما تبقّى منه في جولة قصيرة.  




No comments:

Post a Comment