أرض الحضارات

 

ليس هذا الكتاب جرداً لمحتويات متحف دمشق أو أحد فروعه، بيد أنّ غناه بالصور العالية الدقّة مع شروحاتٍ مختصرة، مفيدٌ للغاية في تسليط الأضواء على عددٍ لا بأس به من مقتنياته. 

المؤلّف Michel Fortin كندي والكتاب الأصلي بالفرنسيّة أمّا النسخة التي أملكها فهي ترجمةٌ السيّدة Jane Macaulay إلى الإنجليزيّة. لا علم لي بوجود نسخة عربيّة ومع ذلك يحتوي العمل على عشرة صفحات بلغة الضاد بمثابة تعريف بقلم وزيرة الثقافة السيّدة نجاح العطّار وسلطان محيسن المدير العامّ للآثار والمتاحف سابقاً + تعريب عن مقدّمة المؤلّف. 

صدر هذا الإنجاز عام ١٩٩٩ ثمرةً تعاون العشرات من الخبراء المحلييّن والأجانب وأكتفي بذكر أسماء ثلاثة من السورييّن الأغنياء عن التعريف: بشير زهدي وخالد الأسعد وعبد الرزّاق معاذ. عدد الصفحات حوالي ٣٥٠ من القطع الكبير تتخلّلها مئات الصور الملوّنة ممّا يجعل المجلّد أقرب إلى الأطلس منه إلى الكتاب مع تركيز خاصّ على موجودات المتاحف، ليس فقط متحف دمشق الوطني، وإنّا أيضاً متاحف حلب واللاذقيّة ودير الزور والمعرّة وتدمر وإدلب وحمص وطرطوس والسويداء والرقّة وحماة. بالطبع نال البعض منها قسطاً أكبر من التغطية حسب حجمه وأهميّة وتنوّع مقتنياته. 

هدف "سوريّا أرض الحضارات"، كما عرّفه المؤلّف، تقصّي أصول الحضارة عبر العصور بمناسبة نهاية الألف الثاني وعلى عتبة الألف الثالث للميلاد. قد أتعرّض له بتفصيل أكبر في المستقبل وبانتظار ذلك أقتصر على اقتباس ما يتعلّق بمتحف دمشق الوطني لاستكمال المعطيات من سائر المصادر عندما تدعو الحاجة وحسب الإمكان.