Monday, June 17, 2024

بناء الجامع الأموي في وثائق البردي



المعلومات الآتية مقتبسة مع الاختزال من الصفحات ٧٧ - ٨٠ من كتاب الدكتور آلان جورج. 


يتطلّب أي بناءٍ في هذه الأهمّية وبهذا الحجم إرادةً ساميةً ومواداً أوليّةً ويداً عاملةً وتمويلاً سخيّاً. من مواد البناء ما توافر على الأرض (أحجار معبد المشتري وجدرانه) وهي الأهمّ كمّاً ومنها ما أُتي به من كلِّ حدبٍ وصوب على ظهور الدوابّ أو متون السفن حسب الحاجة وعلى مسافاتٍ بلغت أحياناً مئات إن لم نقل آلافاً من الكيلومترات. 


لدينا اليوم أدلّةً موثوقةً ومعاصرةً للحدث عن نزرٍ من الجهود الدؤوبة التي تكّلّلت ببناء الجامع في أوراق البردي الآتية من قرية كوم أشقاو (Aphrodito قديماً) المصريّة في محافظة سوهاج. تعود غالبيّة هذه الوثائق الإداريّة إلى القرن السادس الميلادي ولكنّها تشمل أيضاً متفرّقاتٍ تعود إلى إمارة عبد الله بن عبد الملك على مصر (٧٠٥ - ٧٠٩  للميلاد) ومن بعده قرّة ابن شريك (٧٠٩ - ٧١٤ للميلاد) أي أثناء بناء جامع بني أميّة في دمشق. تحتوي أوراق البردي المعنيّة على مطالباتٍ بالمواد الأوليّة واليد العاملة وتنصّ أحياناً على أجور العمّال. تضمّنت الأوراق أيضاً أسماء ثلاثةٍ من المشرفين على العمل: 


- عبد الرحمن ابن؟

- عبيد ابن هرمز. 

يزيد بن تميم.     


لا نملك معلوماتٍ مؤكّدة عن هويّة الأوّل والثاني أمّا الثالث فهو مذكور في ابن عساكر في سياق هدم الكنيسة: 


"هدم الوليد كنيسة دمشق فبنى بها مسجدا وقال ثم التفت إلي يزيد بن تميم وهو على خراجه فقال ابعث إلى اليهود حتى يأتوا على هدمها ففعل فجاء اليهود فهدموها". 


هناك دليلٌ ماديٌّ آخر على يزيد بن تميم في خاتمٍ زجاجيّ من مصر قطره ثلاثٌ من عشيرات المتر (الصورة الأولى). 



أُرْسِلَت ورقة البردي التي نراها في الصورة الثانية (British Library) من قبل أمير مصر قرّة بن شريك في العشرين من تشرين أوّل أكتوبر عام ٧١٠ للميلاد إلى القيّم على كوم أشقاو Aphrodito تطلب منه كميّةً من السلاسل من أجل جامع دمشق الكبير. 


باختصار درجة اتّفاق روايات المؤرّخين (ابن عساكر) والقرائن الماديّة (أوراق البردي وخاتم تميم)، في هذه الحالة على الأقلّ، مثيرةٌ للدهشة.

















Alain George
The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021. 

No comments:

Post a Comment