Saturday, May 11, 2024

ذكرى جان سوڤاجيه

 


ولد أحد عباقرة المستشرقين الفرنسييّن في السابع والعشرين من كانون ثاني يناير عام ١٩٠١ ووافته المنيّة في الخامس من آذار مارس عام ١٩٥٠ عن عمرٍ لم يتجاوز تسعاً وأربعين ربيعاً أنجز خلالها كمّاً يكاد لا يصدّق من الأعمال الأكاديميّة التي لا تزال مرجعاً يُسْتَشْهَدُ بِهِ ونموذجاً يحتذى إلى اليوم. 

لم أستطع تحديد سبب الوفاة. تقتصر الكتابات في متناولي على القول أنّه مات مساء يومٍ خضع فيه لعمليّةٍ جراحيّةٍ على صدره وصفها الموثّق بشدّة الوطأة dure. هل كان مصاباً بسرطان الرئة؟ لم تكن تقنيّة جراحات القلب والأوعية قد تطوّرت آنذاك وبالتالي أرجح أنّ استطباب العمليّة كان آفةً رئويّةً ما. إجراء تداخل جراحي واسع المدى على مريضٍ لا يُنْتَظَر لعلّتهِ شفاء غير وارد باستثناء حالاتٍ إسعافيّة معيّنة يبرّر خطرُها على حياة المريض تعريضِهِ لخطر الجراحة والتخدير. يترتّب على ذلك أنّ موت Sauvaget في ذلك الوقت لم يكن متوقّعاً ومن المحتمل أنّه كان نتيجةَ اختلاطٍ ما. 


سيرة Sauvaget المهنيّة أكبر من إمكانيّة احتوائها بصفحةٍ أو صفحتين. أُجِيزَ المذكور باللغة العربيّة من جامعة Sorbonne (ممّا قرأته أجاد سوڤاجيه لغة الضاد أكثر من الغالبيّة العظمى من أبنائها) وانضمّ إلى المعهد الفرنسي في دمشق عام ١٩٢٤ كعضوٍ ثمّ أصبح أميناً عامّاً للمعهد عام ١٩٢٩ وبالنتيجة ترك سوريّا عام ١٩٣٧ ليعيّن مديراً لدراسات الشرق الإسلامي في المدرسة العمليّة للدراسات العليا ومن بعدها تبوّأ  كرسي تاريخ العالم العربي في كليّة فرنسا عام ١٩٤٦.


تطلّبت طبيعة عمل Sauvaget الكثير من الترحال بين أوروپا والشرق الأدنى وكانت آخر سفرةٍ له إلى اسطنبول عام ١٩٤٩.  


نشر المعهد الفرنسي في دمشق كتاباً على جزأين تكريماً للعالم الراحل ووفاءً لذكراه وتوثيقاً لأعماله ومؤلّفاته. صدر الجزء الأوّل عام ١٩٥٤ (الصورة الملحقة) والثاني عام ١٩٦١. بلغ عدد صفحات الجزء الأوّل قرابة ٣٥٠ والثاني حوالي ٣١٠. سأتعرّض للكتاب في المنشور المقبل.

No comments:

Post a Comment