Monday, May 20, 2024

كتابة ساكف الغزاليّة

نأتي اليوم إلى الاكتشاف الرابع والأخير خلال ترميم الجامع الأموي في مطلع تسعينات القرن العشرين نقلاً عن الدكتور عدنان البنّي:

هذا الاكتشاف بالأحرى إعادة اكتشاف يتعلّق بحجرٍ قديم يحمل نقشاً كتابيّاً يونانيّاً استُعْمِلَ ساكفاً للغرفة الغزاليّة (١). نشر Waddington الكتابة دون ترجمتها إلى لغةٍ معاصرة فطلبتُ مساعدة السيّد Griezeimer (٢). تلطّف هذا الأخير فزوّدني بتحقيق النصّ الذي ترْجَمَه كما يلي:


كنتُ الكاهن الأكبر في هذا المكان بعد حصاد حِزَم النباتات الجديدة عندما استأثروا بروحٍ مفعمةٍ بالتقى بفضل خدماتهم الجليلة إلى الطوباوييّن (٣). 

فلتتمتّعوا جميعاً بطول العمر ولتذكروا (٤) في عديدِكم اسم متروفانوس Metrophanous أمّا أنا فسأتولّى المشتري (زفس Zeus) بعنايتي. 


الكتابة إذاً للكاهن الأعظم متروفانوس لإحياء ذكر ورع الدمشقييّن ونذورهم الحصاد الجديد للأرباب بينما يأخذ متروفانوس على عاتقه مختلف الواجبات والشعائر الدينيّة الواجبة للمشتري كبير الآلهة. 


نُذَكِّر في هذا الصدد أنّ حدد - المشتري راعي المحاصيل كما رأينا نقلاً عن Dussaud في نقد أنطيوخوس الثاني عشر حيث يظهر الإله ممسكاً بسنبلةٍ في يده اليسرى. 


  








(١) نسبةً للمتصوّف الشهير أبو حامد الغزالي الذي أقام بها في أوخر القرن الحادي عشر للميلاد ومنه تسميتها بالزاوية الغزاليّة (الزاوية الشماليّة الغربيّة من الجامع الأموي). 

(٢) أعتقد بوجود خطأ في تهجئة اسم العالِم الفرنسي وأنّ المقصود Marc Griesheimer.  

(٣) المقصود بالطوباوييّن bienheureux في هذا السياق الآلهة. 

(٤) في صلواتكم.











ʿAdnān al-Bunni. Du Temple Païen à la Mosquée. Sacralidad y Arqueología, Antig. Crist. (Murcia) XXI, 2004, Págs. 595-605. 

No comments:

Post a Comment