Sunday, July 14, 2019

غوطة مترامية الأطراف


صورة اليوم لباب زقاق في حيّ العقيبة منذ حوالي أربعين عاماً وهي مأخوذة من الأصل الألماني لكتاب "دمشق تطوّر وبنيان مدينة مشرقيّة إسلاميّة" لمؤلّفته الدكتورة Sack واخترت كنصّ مرافق ترجمة شبه حرفيّة عن الفرنسيّة لفقرتين من كتاب Thoumin "جغرافية سورية المركزيّة البشريّة" للمقارنة بين ما كان عام ١٩٣٦ (لدى صدور الكتاب) وما هو كائن اليوم. يصف المؤلّف دمشق التي عرفها آباء أجدادنا والتي تكاد لا تمتّ لواقعنا الحالي بصلة:

بشكل عامّ يحتفظ كلّ من أحياء مدينة ما بطابعه المميّز المختلف عن بقيّة الأحياء ويساهم حصّته في حياة المجمّع العامّة. يختلف الوضع في دمشق فباستثناء الأسواق الكبرى لا يستطيع المرء أن يحدّد نقطة تواجده في المدينة إذا استند حصريّاً على مظهر الأزقّة وتوزيعها (*). من الممكن أن نأخذ درباً في مزّ القصب ونضعه في السويقة دون تغيير هيئة هذه الأحياء التي تتشابه تقريباً إلى درجة التطابق إذ نرى فيها نفس القبوات ونفس المنعطفات ونفس التحويلات أنّى تجوّلنا في المدينة.

.....

تذكّرنا الأبنية من أكثر من ناحية بتجمّعات بيوت قرية التلّ في وادي منين حيث تتكدّس المنازل بعضها على البعض الآخر بهدف المحافظة على الأراضي الزراعيّة ولكن الأسباب في دمشق مختلفة. هناك حدود على المساحة التي يمكن البناء فيها داخل سور المدينة ولكن هذه الطريقة في العمار موجودة أيضاً خارج الأسوار كما في عين الكرش وقبر عاتكة رغم إمكانيّة زيادة التمدّد باتّجاه البساتين إلى حدّ ما دون أضرار جدّيّة نظراً إلى درجة اتّساع الغوطة. إضافة إلى ما سبق لا يمكن أن تكون المساحة محدودة إلى هذه الدرجة إذا أخذنا بعين الاعتبار الصحن الكبير المبلّط للمنازل التي نصادفها على الشارع.  


(*) باستثناء جزء من حيّ باب توما لا يزال محافظاً على المخطّط الروماني. 








Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989. 

Richard ThouminGéographie humaine de la Syrie Centrale. Tours, Arrault et Cie, Maîtres imprimeurs 1936. 

No comments:

Post a Comment