Saturday, February 22, 2020

مدخل دمشق الشرقي


الصورة الملحقة للباب الشرقي مأخوذة من "دليل دمشق" الصادر عام ١٩٤٩ ولربّما كانت كلمة مدخل أقرب إلى الصواب من باب إذا أخذنا بعين الاعتبار النقاط التالية:

أوّلاً: وظيفة الباب قديماً دفاعيّة بالدرجة الأولى فهو فتحة في أسوار المدينة لا بدّ منها لعبور المشاة والدوابّ والبضائع والمؤن (أي شرّ لا بدّ منه) يتوجّب حمايتها بالجسور والخنادق والرواشن والسقّاطات (لصبّ الزيت المغلي على رؤوس المهاجمين ورجمهم بالحجارة والسهام إلى آخره) وفرجات مرامي النبال والكماة الساهرين على الأمن. كلّما كانت فتحة الباب أصغر والممرّ الذي يتلوها أكثر تعرّجاً كلّما كان ذلك أفضل من ناحية عسكريّة بحتة.  

ثانياً: "الباب الشرقي" أبعد ما يكون عن المواصفات أعلاه بفتحاته الثلاث الفخمة المهيبة المؤدّية إلى شريان المدينة المتمثّل في الشارع المستقيم. يبلغ طول هذا الشارع حوالي  ١٥٠٠ متر وعرضه خمس وعشرون متراً ونصف المتر وينتهي كما هو معروف لدى باب الجابية. حتّى يكون الباب الشرقي "باباً" في العصور القديمة والوسطى يتعيّن أن يكون الأمن مستتبّاً كما في عاصمة امبراطوريّة مترامية الأطراف تحمي ثغورها جيوش لهام ولا تخشى الغزاة على أبوابها. لا يوجد ما يدعوا للاعتقاد أنّ هذا كان وضع دمشق في العهد الروماني عندما شيّد هذا "الباب". 

ثالثاً: قام نور الدين في القرن الثاني عشر للميلاد بسدّ قوسيّ الباب الوسطى والجنوبيّة وأبقى فقط على الشماليّة وأضاف باشورة بهدف دفاعيّ واضح. الذود عن فتحة واحدة محصّنة أسهل بكثير منه عن قوس ثلاثيّة فخمة أشبه ما تكون بمحارب عاري الصدر في مواجهة حراب الأعداء. عزّزت تحصينات الباب في العهد الأيّوبي. 

رابعاً: طرح فريق من العلماء الفرنسييّن (الروابط أدناه) استناداً إلى ما سبق فرضيّة جديدة مفادها أنّ الباب الشرقي الروماني لم يكن باباً على الإطلاق وإنّما كان نصباً تذكاريّاً فخماً يقع شرق المدينة وتفصله عن سورها عشرات الأمتار ولم يدخل في جدران المدينة المحصّنة إلّا في العهد البيزنطي.










Jean-Michel MoutonJean-Olivier Guilhot et Claudine PiatonPortes et murailles de Damas


No comments:

Post a Comment