Sunday, February 28, 2021

دار القرآن الصابونيّة وتطوّر الفنّ المملوكي

 

النسبة للقاضي الخواجا أحمد الشهابي بن علم الدين بن سليمان بن محمّد البكري الدمشقي المعروف بالصابوني وتاريخ إنجاز البناء ٨٦٨ للهجرة (الموافق ١٤٦٣-١٤٦٤ للميلاد) أمّا عن الموقع فهو مقابل مقبرة الباب الصغير وجنوب دار القرآن الأفريدونيّة. 


الصورتان الملحقتان عن العلبي والمخطّط عن Wulzinger & Watzinger.


عرض الدكتور عبد القادر ريحاوي في كتاب العمارة العربيّة الإسلاميّة (١٩٧٩) خصائص العمارة السوريّة عموماً قبل وبعد الإسلام  وميّز بين مختلف المدارس نهاية بالعهد العثماني. الكتاب شديد الغنى بالصور ويمكن بمقارنتها والرجوع للنصّ التمييز بسهولة بين طراز وطراز. الأسلوب سلس ومختصر يغني الهواة عن المراجع المطوّلة.





اعتبر المستشرق الفرنسي الصابونيّة Jean Sauvaget نموذجاً "لانحطاط العمارة في أواخر العهد المملوكي". أمّن  Gérard Degeorge على رأي Sauvaget (نقل عنه عمليّاً "قصّ ولصق" باستثناء بعض التعديلات الطفيفة في الصياغة) في النظر للفنّ المملوكي عموماً كأحد مظاهر التدهور آنذاك. أدرجت نصّ Degeorge بالفرنسيّة في منشور مستقلّ وفيما يلي تعريب لبعض ما ورد فيه:


مواد البناء في العهد المملوكي ليست من أفضل الأنواع وهناك محاولة قسريّة لإضفاء التناظر على العمائر عن طريق القباب المزدوجة (كما في التينبيّة والعادليّة البرّانيّة) والنسب أقلّ انسجاماً. ازدادت هذه الميول مع بداية القرن الرابع عشر وعاد الخشب والآجرّ إلى الظهور وتدهورت المواد المستعملة وكيفيّة قصّ الحجارة وفقد مخطّط البناء وضوحه والمنطق من وراءه. ازدادت الزخارف إلى درجة المغالاة وطغت الألوان المتعدّدة على الواجهات التي زخرفت بترصيعها بالرخام الأحمر والأبيض والرمادي والخزف الأزرق الفيروزي والمحاريب والسويريّات المضفورة والطاقات والزخارف الستائريّة festons والشرائط ذات الفقرات الملوّنة والشرّافات الزهريّة. أضيفت الدلّايات الحجريّة إلى مقرنصات الأبواب وازداد عددها وبروزها شيئاً فشيئاً بينما أصبحت القبوة فوفها (التي شكّلت حتّى ذلك العصر أحد عناصر المدخل الرئيسة) ضامرةً تنتهي في الأعلى بقوقعة صغيرة قليلة العمق. ازداد ارتفاع المآذن وانتقلت من المسقط المربّع إلى المتعدّد الأضلاع وزيد عليها بوارز وشرفات وغزتها ألوان متعدّدة. أخذت النوافذ شكل تجويفات يعلوها في أغلب الأحوال قبوات مقرنصة. امتدّ تعدّد الألوان بالتدريج إلى الداخل وكسيت الجدران بالرخام والأحجار الملوّنة التي تحمل نماذجاً زخرفيّة هندسيّة متكرّرة وغطّيت مصاريع الأبواب والتخشيبات والأسقف بالطلاء. مع نهاية العهد المملوكي انتهى عهد الترصيع الحجري وتطوّرت تقنيّة جديدة (سيعمّ استعمالها في العصر العثماني) تتلخّص باستعمال الجصّ الملوّن لحشو النماذج المجوّفة في الواجهات.      






 


أكرم حسن العلبي. خطط دمشق. دار الطبّاع ١٩٨٩


عبد القادر ريحاوي. العمارة العربيّة الإسلاميّة. الطبعة الأولى ١٩٧٩ 

 




Plan: Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.

Photo: Akram H. Olaby. H̱itat Dimašq, Dar al-Tabbaa 1989.



Gérard DegeorgeDamas: Des origines aux Mamluks. L'Harmattan 1997.


No comments:

Post a Comment