تولّى سنان باشا دمشق عام ١٥٨٧ أو ١٥٨٨ (يختلف التاريخ حسب المصدر) وإليه يعود الفضل في بناء الجامع المعروف بالسنانيّة في النهاية الغربيّة للشارع المستقيم لدى باب الجابية. انتهى العمل بالجامع عام ١٥٩٠ أو ١٥٩١ أي بعد تنحية الوالي عن منصبه ومن الجدير بالذكر أن أوقافه كانت الأهمّ والأكبر في دمشق قاطبةً باستثناء جامع بني أميّة الكبير.
بني الجامع مكان مسجد البصل سابقاً وألحق به مكتب لا يزال موجوداً إلى الجنوب والشرق وحمّام (مندثر) بمواجهة المكتب على الطرف الثاني من الشارع أمّا عن سوق السنانيّة فهو يستحقّ نبذة مستقلّة. نرى في المخطّط الملحق غياب التناظر في أبعاد الصحن وهذا بعود لملاصقته من جهة الشرق للباشورة التي بنيت في القرن الثاني عشر وبالتالي تحتّم تعديل مسار جدرانه بما يوائم تحصينات باب الجابية.
ندر من ذكر الجامع من الرحّالة وزوّار المدينة قبل نهاية القرن السابع عشر على الرغم من مهابته وجماله أمّا الحاجّ أديب محمّد فقد كتب دليلاً عام ١٦٨٢ صنّفه فيه مع جامعيّ درويش باشا ومراد باشا كأهمّ مباني المدينة المتأثّرة بذوق العمار في الروملّي. اعتبرت الليدي Isabel Burton (قرينة القنصل البريطاني في دمشق عام ١٨٧٠) هذا الجامع الأجمل في دمشق وعلّ بعض ما لفت نظرها مئذنته الرشيقة الواقعة على ضلعه الغربي جنوب البوّابة التي يزيّنها لوح كبير من القاشاني. تشبه هذه المئذنة -كسائر المآذن العثمانيّة) قلم الرصاص وهي فريدة في دمشق بكسوتها من الأجرّ الخزفي الأخضر الضارب إلى الزرقة وتعلوها قلنسوة مخروطيّة مدبّبة.
بالنسبة لوصف الجامع فنيّاً بالتفصيل فيعود السبق فيه للألمانييّن Wulzinger و Watzinger في مطلع القرن العشرين والمخطّط مأخوذ من كتابهما الصادر عام ١٩٢٤.
للجامع قبّة نصف كروية تحتها رقبة مؤلّفة من عشرين ضلعاً تتناوب فيها النوافذ مع المحاريب ويلتصق بالحرم من الجنوب حديقة مثلّثة الشكل في رأسها سبيل ذو شبّاك برونزي (وصف عام ١٩١٧). للصحن الشمالي ثلاثة أبواب ويتوسّطه حوض مثمّن ويفصل بينه وبين حرم الصلاة رواق تغطّيه سبع قباب صغيرة. بنيت مداميك جدران الجامع الخارجيّة من الأبلق الأبيض والأسود بينما تتناوب ألوان إضافيّة في الصحن والحرم.
الصورة أعلاه من أواخر سبعينات أو مطلع ثمانينات القرن العشرين وتظهر وراء مئذنة جامع السنانيّة نظيرتها للمدرسة السيبائيّة.
الصورة أعلاه من أواخر سبعينات أو مطلع ثمانينات القرن العشرين وتظهر وراء مئذنة جامع السنانيّة نظيرتها للمدرسة السيبائيّة.
رابط كتاب الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق
Ross Burns. Damascus: A History. Routledge 2005.
Gérard Degeorge. Damas: des Ottomans à nos jours. L'Harmattan, 1994.
Jean-Michel Mouton, Jean-Olivier Guilhot et Claudine Piaton. Portes et murailles de Damas.
Jean-Paul Pascual. Damas à la fin du XVIe siècle d'après trois actes de waqf ottomans. Institut français de Damas, 1983.
Dorothée Sack. Damaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.
No comments:
Post a Comment