Saturday, June 15, 2019

جامع درويش باشا


ليس من المبالغة القول أنّ هذا الجامع الواقع على بعد ١٢٥ متر شمال باب الجابية والنهاية الغربيّة لسوق مدحت باشا-الشارع المستقيم هو أحد أهمّ وأجمل العمائر العثمانيّة في القرن السادس عشر. يمكن تحرّي الأثر المملوكي أو بالأحرى بقاياه في البوّابة ولكن شكل المئذنة والقبّة المنخفضة مع سائر البناء ينمّ عن غلبة الطراز العثماني. 

تولّى درويش باشا دمشق ١٥٧١-١٥٧٣ واستغرق بناء الجامع بضع سنوات ١٥٧١-١٥٧٤ أمّا ضريح الوالي فقد أنجز عام ١٥٧٩ (دفن فيه عام ١٥٨٠) ويفصله عن الجامع ممرّ ضيّق.  

قرّظ ابن جمعة الجمال الفريد لهذا البناء العثماني النموذج. يتمركز الجامع حول صحن يحدّه جنوباً رواق يؤدّي إلى حرم الصلاة الذي تغطّي منتصفه قبّة يحيط كلّ من جانبيها قباب ثلاث أصغر أبعاداً . تزيّن ألواح من القاشاني عدّة أماكن في جدران المصلّى وتحت الأقواس فوق النوافذ إضافة للجدار الغربي من الصحن. تتبع زخارف القاشاني النماذج العثمانيّة الممتزجة مع التقاليد الشاميّة خصوصاً فيما يتعلّق بالألوان (أبيض وأخضر وأزرق وبنفسجي).

انهارت المئذنة عام ١٧٢٣-١٧٢٤ وأعيد بناؤها مجدّداً من القاعدة إلى الذروة. 

لم تقتصر إنجازات درويش باشا على جامع الدرويشيّة وإليه أيضاً يعود الفضل ببناء جسر وعدّة سبل وحمّام وقيساريّة جنوب غرب الجامع الأموي جعلها وقفاً للجامع وتعرف اليوم باسم خان الحرير. 

شهد القرن السادس عشر عموماً حيويّة استثنائيّة في البناء اندثر من معالمه الكثير وبقي لنا منها لحسن الحظّ الكثير كجامع ابن عربي في الصالحيّة والتكيّة السليمانيّة وجامع وسوق سنان باشا وجامع مراد باشا. بالمقابل كان القرن السابع عشر فقيراً نسبيّاً (إليه يعود جامع القاري) بانتظار نهضة القرن الثامن عشر خلال ولايات آل العظم.  







Ross Burns. Damascus: A History. Routledge 2005. 

Gérard Degeorge. Damas: des Ottomans à nos jours. L'Harmattan, 1994.

Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

No comments:

Post a Comment