دخلت الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة في العهد الرقمي مع المجلّد الثالث والأربعين الصادر عام ١٩٩٩ وشائت الصدفة أن ينشر الدكتور عبد القادر ريحاوي في هذا العدد آخر مقال له (صفحة ١٧٥-١٨٥) في هذه المجلّة التي ساهم فيها منذ عقد الخمسينات.
موضوع الحديث تجاري يفرّق فيه المؤلّف منذ البداية بين محطّات القوافل على الطرقات بين المدن التي تتشكّل عادة من طابق واحد تتوزّع حجراته حول فناءٍ مركزيّ وبين قيساريّات وخانات المدن المكوّنة من طابقين اعتمدت القباب في سقف بعضها بداية من العهد العثماني. تفاوتت تسمية هذه المؤسّسات حسب العصر والمصدر كما يلي:
الفندق
أصل المصطلح لاتيني (وإن أرجعت الموسوعة الإسلاميّة الكلمة إلى العهد اليوناني) اقتبسه العرب خلال الحملات الصليبيّة ولا ذكر له قبل القرن السادس الهجري أو الثاني عشر للميلاد. أوّل من استعمله على حدّ المعلومات المتوافرة ابن عساكر الذي ذكر عشرة فنادق في دمشق. المعنى الحديث لفندق كنزل للسيّاح والزوّار يعود للقرن التاسع عشر.
الخان
مصطلح إيراني معرّب يعني القصر أو المنزل الكبير وأقدم ذكر له في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) لدى البلاذري. أطلق اسم الخان - إضافة إلى الفندق - على أبنية التجارة والسفر بداية من العهد الأيّوبي عندما ترادف المصطلحان. لا ذكر للخان في ابن عساكر ولكن التعبير شاع من بعده.
القيساريّة
معرّبة عن اللاتينيّة caesareum وتعني أصلاً البناء الملكي أو الإمبراطوري. يعود أقدم استعمال للمصطلح إلى العهد الفاطمي وهو مذكور في ابن عساكر (القيساريّة الفخريّة).
الوكالة
استعمل التعبير في مصر خصوصاً منذ العهد المملوكي. ذكره ابن عساكر دون توضيح لوظيفة البناء. ذكر المحبّي وكالةً في دمشق في العهد العثماني وقال "الوكالة اسم للخان في عرف المصرييّن والدمشقيّون يسمّونها قيساريّة". الوكالة الأشهر للغوري في القاهرة وهي تشبه في هندستها الخانات والقيساريّات ولكنّها مكوّنة من خمسة طوابق.
يختم ريحاوي هذا المقال القصير المفيد بجدول موزّع على صفحتين سمّى فيه بضعاً من أشهر هذه المباني مع تعريف سريع بموقعها وتاريخ بنائها ووضعها الراهن.
عبد القادر ريحاوي. المنشآت الاقتصاديّة التاريخيّة. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الثالث والأربعون ١٩٩٩.
No comments:
Post a Comment