Monday, December 20, 2021

جامع مراد باشا

 


أو جامع النقشبندي أو المراديّة نسبة لمراد باشا الذي تولّى الشام عام ١٥٦٨ للميلاد. ذكر محمّد أديب في كتاب "مناسك الحجّ" عام ١٦٨٢ وجود عدد كبير من الجوامع المبنيّة على نماذج الأوابد في الروملّي ومن أهمّها "الدرويشيّة قرب قصر الوزارة * والسنانيّة وجامع قره مراد باشا لدى مدخل المدينة على طريق الحجّ".


* قصر الوزارة = دار السعادة أو المشيريّة لاحقاً موقع قصر العدل حاليّاً. 


استعرت مخطّط الجامع من Ernst Herzfeld. قباب الجامع عثمانيّة الطراز ومع ذلك يظهر في زخرفته تأثير العمارة المملوكيّة. يمكن العثور على وصف الآبدة المفصّل مع العديد من الصور في أكثر من موقع ولكنّي آثرت اقتباس ذكره في Wulzinger & Watzinger (صفحة ١٩٥-١٩٦ من تعريب قاسم طوير) لأكثر من سبب منها أسبقيّته من الناحية التاريخيّة ومنها بعض من استنتاجات وملاحظات العالمين التي لا تخلو من الطرافة.



تبرز التربة الغنيّة بألواح القاشاني من زاوية البناء الجنوبيّة الغربيّة (كما نرى في صورة Bonfils عام ١٨٨٠) ولصيقها إلى الشمال والشرق منها المئذنة المثمّنة الجذع (يختلط الفنّ العثماني فيها مع المملوكي) ثمّ الحرم المسقوف بقبّة نصف كرويّة وخلفه رواق مقنطر يفصل بينه وبين الصحن. 


جدران الجامع أبلقيّة تتخلّله شبابيك غائرة في محاريب مستطيلة قليلة العمق يزيّن أعلاها شريط من المقرنصات (صورة W & W عام ١٩١٧-١٩١٨).



ذكر الألمانيّان "ممرّاً دفاعيّاً مشيّداً من الآجرّ يزدان بمرامي سهام ويمتدّ من المئذنة حتّى البوّابة" الواقعة في الطرف الشرقي للجدار القبلي وأيضاً "تتمتّع النوافذ بطابع دفاعي فالشبك مصنوع من الشبه والردفتان من النوع الصلب المتين" إذاّ الجامع أشبه بالحصن إذا قبلنا تفسير المستشرقين. ما السبب؟   


"يقع الشارع خارج أسوار المدينة ويواجه الميدان والقدم حيث ينزل أهالي حوران وهذا يدعو إلى احتياطات أمن وقائيّة وبناءً على ذلك لم تكن الشرّافات المسنّنة التي تعلو جدران الجامع الخارجيّة لمجرّد الزخرفة".


لا أعتقد أنّ الزعم بتحصين الجامع خشية من اعتداء أهالي حوران من سكّان الميدان والقدم (الذين يفترض كون بعضهم على الأقلّ من روّاد الجامع والمصلّين فيه) بحاجة إلى تعليق.  



ألحق بالمنشور صورة عن Sack (أواخر سبعينات أو مطلع ثمانينات القرن الماضي) التقطت من الشرق إلى الغرب تظهر فيها قبّة التربة وخلفها المئذنة وثانية عن Degeorge (آب ١٩٩٢ أخذت من الشمال والشرق إلى الجنوب والغرب نعاين فيها الصحن والرواق المقنطر الملاصق للحرم من الشمال ومن ثمّ المئذنة فقبّة التربة.









الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير





Gérard Degeorge. Damas: des Ottomans à nos jours. L'Harmattan, 1994.

Mehmed Edib: Itinéraire de Constantinople à la Mecque 1682.

Dorothée SackDamaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.

Karl Wulzinger Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.


Mosquée Murād Pacha

No comments:

Post a Comment