Wednesday, January 26, 2022

وادي الأعوج

 


أتابع محاولة التعريف بأقاليم سوريّا المركزيّة قبّل التفصيل في أساليب البناء فيها نقلاً عن الجغرافي الفرنسي Thoumin.


يروي الأعوج الأراضي إلى الجنوب والغرب من غوطة دمشق. ينبع هذا النهر من جبل حرمون ليعبر قمعاً entonnoir عبر خوانق gorges عميقة يشكّل خلالها سيلاً torrent قبل أن يرسم قوس دائرة من عرنة إلى بيت سابر. يتابع الأعوج سيره متّجهاً إلى الشرق إلى أن يصطدم بصخور زاكية البركانيّة ويلتفّ حولها شمالاً قبل أن بصبّ في مستنقع الهيجانة. 


لا يجفّ الأعوج بتاتاً بيد أنّ منسوبه يهبط في أيلول إلى أن يقتصر في الكيلومترات الأخيرة من مساره على أشرطة من الماء في سرير النهر تبقى - على ضحالتها - كافية لتغذية التفرّعات المشتقّة عن المجرى الرئيس بين النبع وقرية العادليّة. يزيد ارتفاع الماء إلى درجة كبيرة في آذار ونيسان أي موسم ذوبان ثلوج حرمون. 


تسقي مياه الأعوج غيطان (جمع غوطة) صغيرة تمارس فيها الزراعة المزدوجة (أي زراعة قطعة الأرض الواحدة بأكثر من نوع من النبات في نفس الفصل) بيد أنّ هذه الواحات الخضراء مفصولة بعضها عن البعض الآخر بمئات الهكتارات التي تزرع بالحبوب حصراً أو بأراضٍ تترك دون زراعة en jachère (حتّى تستعيد مكوّناتها العضويّة المستنفذة بزراعة أو زراعات سابقة). 


يختلف الأعوج عن غيره عن الأنهار (بردى مثلاً) بكونه لا يسمح إلّا بجزر خضراء متباعدة إذ تمنع منحدرات كفر حور الكلسيّة وصخور سعسع البركانيّة تطوّر غوطة واسعة كما هو الحال في دمشق.








Richard Thoumin. Géographie humaine de la Syrie Centrale. Tours, Arnault et Cie 1936.


La vallée de Nahr al-ʾAʿwaj


No comments:

Post a Comment